في معرض هونكونغ للإليكترونيات تتسابق الشركات العالمية في إبراز آخر ابتكاراتها في عالم الإليكترونيات. هذا العام قدمت إحدى الشركات طوقا اليكترونيا يوضع على رقبة الكلب، وهو مزود بكاميرا وإنترنت (واي فإي) وميكرفون، حيث يستطيع صاحب الكلب مراقبة كلبه والتحدث اليه عن بعد لإظهار حبه له، كما يستطيع إيجاده بطريقة أسهل إذا ضاع المحروس.
تخيلوا لو وصلنا هذا الابتكار إلينا في دول العالم الثالث عشر ونيف، ربما عن طريق عرضه في محلات بيع الأدوات الإليكترونية المستعملة «الستوكات»، ناهيك عن بعض المقتدرين الذين سوف يشترون مثل هذا الطوق عن طريق الإنترنت... تخيلوا!!
لن تزيد نسبة الذين سوف يستخدمون الطوق على الكلاب عن واحد بالألف، أما الباقون فسوف تستخدمه قلة منهم على أطفالهم، لرصد تحركاتهم، أما البقية، وهم الأكثرية، فسوف يضعون هذا الطوق، للأسف، على زوجاتهم وأخواتهم وبناتهم وملك يمينهم.
حلم الرجل الشرقي التقليدي، أن يراقب الأنثى في كل مكان... من حبيبته، إلى زوجته إلى أخته، حتى أمه، هو لا يثق بالأنثى، ويعتبرها ضلعا قاصرا وخطّاء حتى يثبت العكس.
تخيلوا النساء في كل مكان وقد ارتدين هذه الأطواق، وتخيلوا دور الأزياء وهي تصنع ملابس تناسب الأطواق، ومكياجا يناسب الأطواق وحلق أذان وأنوف وشفاه وعقود وملاقط ورموشا اصطناعية وعدسات لاصقة ونظارات ...يا سلام إنها تفتح سوقا جديدا وتنشط الإقتصاد، لكن هذه الأشياء لن تباع إلا في دول العالم الثالث عشر.
تخيلوا أن يفتح المجال للتنافس في مجال ما يجوز ولا يجوز:
- هل نضع الطوق تحت الثوب أم فوقه؟
- هل يجوز تزيين الطوق؟
- هل يحق للأنثى إطفاء الميكرفون والكاميرا إذا دخلت المرحاض؟
- هل يحق للأنثى لبس الطوق، مع أنه مذكر وهي مؤنث؟
سنتبارى ونتبارز، في كل شيء، ولن نفكر اطلاقا في حق المرأة في الحياة الحرة الكريمة، ولن نفكر في إنسانيتها التي كان ينبغي أن تمنعنا من (تطويقها)، ولن نفكر اطلاقا في إذا ما كان من حقنا ان نضع هذا الطوق أم لا ...فهذا تحصيل حاصل من وجهة نظرنا.
لن يمنعنا من ذلك الا قراصنة الكمبيوتر (الهاكرز) إذا دخلوا على الخط وشرعوا يعاكسون النساء ويتحرشون بهن (طوقيا)... عندها سوف تقوم القيامة، وتكثر حالات قتل الشرف (اللي بلا شرف).
ببساطة، إحنا في إيش والعالم في إيش؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
تلولحي يا دالية