ماجد القرعان - تتسم العلاقات بين الشقيقتين المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة العربية السعودية بأنها علاقات أخوية متجذرة أسسها الراحلين الملك المؤسس عبد الله الأول حين كان أميرا عام 1933 والملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود " رحمهما الله " حيث تبادلا برقيتين اعربا فيهما عن رغبتهما في تحسين وتطوير العلاقات بين الدولتين وتبعها مباحثات بين حكومتي البلدين اسفرت عن توقيع معاهدة لتعزيز العلاقات وتنظيم الحدود والمحافظة على حسن الجوار فكانت تلك اللبنة الأساس التي بنى عليها الخلف من ملوك الدولتين ( الحال واحد والمصلحة واحدة ) والذي انعكس خيرا في شتى المجالات ولمسه ابناء الدولتين بصورة تختلف عن العلاقات مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة الأخرى لكلا الدولتين .
اللقاء التاريخي لجلالة الملك عبد الله الثاني مع ولي عهد السعودية سمو الأمير محمد بن سلمان بحضور ولي العهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله جاء في وقت حساس تعيشه المنطقة والإقليم ليؤكد بصورة لا تقبل الشك أو التأويل بأنها علاقات أخوية بمعنى الكلمة لا ترتبط بأية مواقف أو اهداف خاصة على حساب المصالح العليا لكلا الدولتين الشقيقتين وجاء البيان الختامي بمثابة صفعة لدولة الإحتلال الإسرائيلي الناكثة للعهود والمواثيق والتي تسعى لإقناع العالم ان الدولتين مع دول عربية اخرى بصدد تشكيل تحالف يحمي أطماعها في المنطقة .
تأكيد جلالة الملك عبد الله الثاني خلال مباحثاته مع الضيف الكبير أن الأردن ما زال ملتزما بالعهد الذي التزم به السلف من قادة الأردن والسعودية بالوقوف إلى جانب السعودية في مواجهة أية اعتداءات تتعرض لها عبر عنه بتأكيده أن أمن السعودية من أمن الأردن والمنطقة وبتشديده في ذات الوقت على الدور المحوري للشقيقة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز في دعم قضايا الأمتين العربية والإسلامية وتعزيز العمل العربي المشترك والعمل من أجل تحقيق السلام بالمنطقة والعالم له رمزية بعيدة المدى ضمن الثوابت المتجذرة تاريخيا للعلاقات التي تربط البلدين وشعبيهما .
منذ زمن ليس ببعيد بدأ العديد من المسؤولين في دولة الإحتلال باطلاق التصريحات يساعدهم في ذلك المؤسسات الإعلامية في الولايات المتحدة ودول الغرب التي تقع تحت سيطرة الصهيونية يروجون الى قرب تشكيل تحالف في المنطقة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يضم دولا عربية ومهمته حماية مصالحها مستغلين الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي الى المنطقة ولقاءه عدد من الزعماء العرب في العاصمة السعودية ( الرياض ) على انها زيارة لمباركة التحالف حسب زعمهم .
ما لا تدركه دولة الإحتلال وتتجاهله المواقف التاريخية للدولة الاردنية حيال العديد من القضايا التي شهدها الإقليم وفي مقدمتها الحرب على العراق والأزمة السورية حيث رفض الأردن ان ينزلق إلى المستنقع الدموي العراقي أو السوري ودفع الثمن باهظا فكيف يكون الأمر حين يقبل ان يشارك في تحالف هدفه حماية مصالح دولة لم تحترم ما وقعت عليه من مواثيق ومعاهدات وتتحدى بعنجهيتها القرارات الدولية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينة وكذلك في الوصاية الهاشمية على المقدسات في مدينة القدس العربية .
البيان الاردني السعودي المشترك تناول في اغلبه خصوصية العلاقات بين الدولتين الشقيقتين في المجالات العديدة لتعزيزها نحو مستقبل مشرق لكلا البلدين وكشف بصورة واضحة عن موقف الدولتين حيال القضايا الإقليمية وبخاصة القضية الفلسطينية فيما جاء تأكيد الأردن على ان أمن الشقيقة السعودية من أمن الأردن خاص بالدولة الشقيقة المملكة العربية السعودية وليس بدولة الاحتلال .
اللقاء التاريخي اتسم بالصراحة والموضوعية في مناقشة القضايا المشتركة وحسم لمحاولات دولة الإحتلال الاسرائيلي للنيل من المواقف التاريخية المشرفة والدائمة للبلدين وانتهى بتوافقات أخذت بعين الإعتبار مصالح الجوار لتضيف لبنة جديدة على لبنات قادة البلدين منذ الوثيقة الأولى التي وقعها الراحلين مؤسس المملكة الاردنية الهاشمية عبد الله الأول ومؤسس المملكة العربية السعودية عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراهما وهي بمثابة رسالة الى دول العالم اجمع ان الأردن والسعودية على العهد لا تزعزعهم ادعاءات ناكثي العهود .