مهدي مبارك عبد الله - بداية ينبغي ان نفرق ونميز بين اليهودية كدين والصهيونية كفكر سياسي عنصري واحتلالي وكذلك ما بين بني إسرائيل المذكورين في القرآن الكريم وبين بني صهيون في القرن التاسع عشر والقرن العشرين والقرن الراهن ممن تشكلوا من لمم العالم وأغلبهم من منطقة الخزر القوقازية وبين هؤلاء وهؤلاء مسافة بعيدة وبون شاسع لا يخفى على مطلع لبيب
الصهيونية بخبث ودهاء حاولت التلاعب بالدين اليهودي الذي تم التغيير والتحريف فيه مرات عديدة خاصة بعدما استبدلوا التوراة بالتلمود وهؤلاء ليسوا يهود إلا بالاسم وبنو صهيون الذين أقاموا الكيان الصهيوني المحتل واغتصبوا الأرض الفلسطينية وشردوا شعبها هم ليسوا بنو إسرائيل المذكورون في القرآن والذين اندثروا في أغلبيتهم المطلقة حيث كانوا من عرب الجزيرة العربية والكراهية المشروعة عندنا هي للصهيونية والاحتلال وليس لليهودية الدين السماوي الذي تم تحريفه عن سابق قصد واصرار
قبل شهرين تقريبا اعترض رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي على ذكر اسم دولة إسرائيل في البيان الختامي للمؤتمر الطارئ للاتحاد البرلماني العربي بدورته الـ 33 الذي عقد في القاهرة لمناقشة الأوضاع في القدس آنذاك حيث طالب المجتمعين باستبدال اوصف دولة اسرائيل بالكيان الإسرائيلي المحتل وأضاف نحن كعرب نبحث عن اقامة دولة عربية في فلسطين لذلك لا يجب أن نضمن اسم إسرائيل كدولة في بياناتنا وخطاباتنا ويجب الا نعترف بهذا الكيان الغاصب المحتل كما يجب أن توضع المسميات بشكلها الصحيح والدقيق بما يعبر عن إرادة الشعب الفلسطيني العربي بالكامل وبمسؤولية اخلاقية ودينية قبل المسؤولية السياسية والرسمية
لا يفوتنا في هذا المجال ايضا ان نشيد ونثمن عاليا الموقف الكويتي الأصيل والصلب في الدفاع القضية الفلسطينية سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي لما تعيشه من احتلال إسرائيلي ظالم واعتداءات همجية مستمرة على المسجد الأقصى المبارك ومواصلة قتل الفلسطينيين وتهجيرهم من ديارهم
قبل سنوات قليلة قدم 3 نواب في مجلس الأمة الكويتي هم ( أسامة الشاهين وعبد العزيز الصقعبي وحمد المطرفي ) مقترح لتصحيح المصطلحات المستخدمة في البيانات الرسمية وإعلام الدولة وتصريحات الوفود والناطقون الرسميون وما يدخل في المناهج التعليمية تجاه الكيان الصهيوني وضرورة استخدام عبارات الكيان المحتل والعصابات الصهيونية والمغتصبات وجدار الفصل العنصري وغيرها
عوضاً عن استعمال مصطلحات مثل إسرائيل والجيش الإسرائيلي والمستوطنات والجدار العازل وغيرها أينما وردت مع التأكيد التام على مناهضة الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية المحتلة ورفض التطبيع مع الكيان المحتل ومؤسساته وأفراده فالكويت تعتبر نفسها في حالة حرب مع الكيان الإسرائيلي مند عام 1967 إضافة إلى أن الأغلبية الساحقة من الكويتيين تنظر إلى إسرائيل على أنها دولة احتلال لأرضٍ عربية فلسطينية
إلى جانب مقترح النواب السالف الذكر دشن كويتيون وسماً عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر يطالبون فيه وزارة الخارجية الكويتية بالتوقف عن اعتماد مصطلح إسرائيل واستبداله بالكيان الصهيوني واستخدام العبارات الدالة على حقيقة الكيان المحتل وهو ما استجابت له الوزارة لإنها تؤمن بانه لا توجد فعلا دولة اسمها إسرائيل بل هناك كيان صهيوني غاصب
من الطريف ايضا التذكير هنا بتهكم زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل حيث قال ساخرًا لا توجد دولة اسمها إسرائيل حتى تصبح القدس عاصمةً لها ( العلاقات الكورية الشمالية الإسرائيلية تتسم بالعدائية وكوريا الشمالية لم تعترف يوما بالكيان الصهيوني وتعتبره تابع إمبريالي للنظام الأمريكي ) ومنذ عام 1988 تعترف بسيادة دولة فلسطين على كل أراضيها
زيادة على كل ذلك اليكم ما كتبته وزيرة التعليم الإسرائيلي السابقة يولي تمير في مقال لها بصحيفة هآرتس العبرية حيث قالت إن عدم ترسيم الحدود وغياب مصدر السلطة ومحدودية الاستقلال السياسي لا يلبي الشروط الأساسية لمفهوم الدولة في العصر الحالي حيث لازال الكثيرون يتساءلون هل إسرائيل دولة ديمقراطية أو يهودية وديمقراطية وهل تآكلت الديمقراطية وتحولت إسرائيل لدولة استبدادية وأنني أتساءل باستغراب هل إسرائيل فعلا دولة
الدولة في التعاريف الدارجة هي تنظيم سياسي مع سيادة يسيطر على منطقة جغرافية محددة وسكانها خاضعون لمصدر سلطات مشترك وهم محكومون من قبل حكومة مستقلة ولديها حق في إقامة علاقات دبلوماسية أو إعلان الحرب على دول سيادية أخرى
بحسب التعريف السابق فأن إسرائيل لا تلبي الشروط الأساسية فهي أولا ليس لديها مساحة جغرافية محددة وهي كيان سياسي مساحتها مختلف عليها داخليا وخارجيا ثانيا لا يوجد في إسرائيل مصدر سلطات مقبول عند الجمهور ثالثا استقلال إسرائيل السياسي محدود وهي تعتمد بدرجة كبيرة على سياسة حليفتها الولايات المتحدة الامريكية وليس لها دستور مكتوب وهذا ليس ادعاء ولا سر بل هو حقيقة معلنة وأن ازمة وباء كورونا الاخيرة زادت من حدة وبروز العيوب الثلاثة المذكورة بشكل أوضح قاد الى خلاف اوسع
لم يكن الكيان الإسرائيلي الغاصب دولة طبيعية في يوم من الأيام والسؤال هل يوجد في العالم بلد غيره نشأ على أساس مزاعم ( دينية من حيث الأرض الموعودة والشعب المختار ) وان اسم إسرائيل في حد ذاته مشكلة فهو اسم نبي من أنبياء التوراة اليهودي وأغلبية دول العالم تأخذ أسماءها من اسم منطقة ما أو اسم جبل أو نهر أو بحر أو قومية عرقية معينة وليس هناك بلد يأخذ اسمه من أنبياء وآلهة غير الكيان الإسرائيلي
الكيان المحتل يمثل اخر معاقل الفاشية في العالم قام على فكرة انشاء وطن قومي لليهود أي إنه خاص باليهود منفصلين ومتميزين عن كل شعوب الأرض وهم متعالون على الجميع وبمخيلتهم أنهم أسياد العالم وهذا الأمر ليس افتراضيا ففكرهم انعزالي وعنصري لجنسهم وهم يصرحون بذلك متناقضين مع تصريحاتهم عن السلام وإزالة أسباب الصراع من خلال معاهدات واتفاقيات خادعة ما كانت يوماً إلا خدمة لاستمرارهم في عنصريتهم
من المعيب والمخزي أن يتقصد البعض استخدام كلمة دولة إسرائيل أو ممن يقولون ويكتبون جيش الدفاع الاسرائيلي او مما نسمع في بعض نشرات الأخبار المحلية نمن لا زالوا يرددون بغباء مسمى وزير الدفاع الاسرائيلي بدل وزير الحرب الصهيوني او رئيس دولة إسرائيل عوض عن رئيس الكيان الصهيوني فهل يريدوننا ان نتبنى أقوالهم ومصطلحاتهم في المقابل ليس بالمستحيل على الشرفاء والاحرار التقيد وحفظ التسميات المناسبة للصهاينة فبربكم احفظوها
من الضروري جدا ألا نتداول أخبار هذا الكيان المحتل الغاصب في إعلامنا المحلي والعربي بألفاظٍ ناعمة وكأنه دولة شرعية بريئة وهو كيان عنصري قاتل ضرره على البشرية أشد من الفايروسات الفتاكة وان وجوده في المنطقة يسبب عدم الاستقرار وانعدام الامن والتخريب والإرهاب وفي كل الأحوال والظروف لا يوجد بالنسبة لنا دولة اسمها إسرائيل حتى نعترف بالقدس عاصمة لها
ممارسات الاحتلال كشفت مرارا إجرام الكيان الصهيوني وارتكابه جرائم فصل عنصري وتجاهله الفج لكل القيم والمبادئ الإنسانية ومخالفته الواضحة للقوانين والأعراف الدولية ونسفه للجهود الدولية الرامية إلى الوصول لحل نهائي للصراع الدائر في الشرق الأوسط، إضافة إلى تهديده للاستقرار في المنطقة ولا يحق للكيان المحتل ومستوطنيه أن يجعلوا من أنفسهم قوة أعلى من الشرعية العالمية والأمم المتحدة التي أصدرت القرارات الدولية ومنها القرار 242 و383
أخيرا ان تسميته الكيان المحتل بدولة إسرائيل فيه تعد على هذا الاسم الشريف فإسرائيل هو النبي يعقوب عليه السلام ومعناه عبد الله والأليق والانسب والاحق باسم هذه الدولة هو اسم الصهيونية لإنها حركة سياسية عنصرية ترمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين وتريد أن تحكم من خلال هذه الدولة العالم كله والصهيونية اشتقت من اسم ( جبل صهيون ) في القدس المحتلة
اليهود الصهاينة الملاعين زاد الله شدتهم وأضعف عدتهم وطهر أرضنا والمسجد الأقصى من نجاستهم ورجسهم انه ولي ذلك والقادر عليه
mahdimu.barak@gmail.com