تحت عنوان سياسة مدعومة بالاقتصاد وباعثة للأمل, قال الأستاذ الدكتور رشيد عبّاس: أن السياسة الأردنية اليوم تسير في الطريق الصحيح, وأن النظام الأردني بات يعي أن السياسة هي لغة المصالح المشتركة بين الدول, وأن لغة المصالح المشتركة تقتضي من الجميع ثبات في المبادئ وتغيير في المواقف, فالقلاع الحصينة كـ(الأردن) مثلاً لها باب واحد ثابت للدخول والخروج, ولها عدة نوافذ.. حيث جهة الرياح الآتية.
وتابع قوله أن التطورات الأخيرة في المنطقة وما حولها تتطلب السير قدما في بناء مصالح سياسية واقتصادية مشتركة ومتوازنة مع دول الجوار وما حولها, وأن هاجس الأمن الغذائي اليوم ببعديه المادي والمعنوي يتطلب من جميع الاطراف المعنية أتخاذ جملة من الخطوات الجادة والضرورية والسريعة في هذا الاتجاه, فـ(التكامل) بمفهومه الشامل سلاح ذو بعدين, بعده الأول سياسي, وبعده الآخر اقتصادي, وليس هناك دولة اليوم مهما كان وزنها السياسي وثقلها الاقتصادي تمتلك تلك الأبعاد مجتمعة, فمبدأ (ما ينقصك عندي, وما ينقصني عندك) صحيح وبالذات في الوقت الحرج والذي يسود دول العالم.
وأردف عبّاس قائلاً: أن تحركات دول العالم اليوم واضحة المعالم وتتجه نحو نظرية جديدة وباتجاهين مفادها بناء (سياسة مدعومة بالاقتصاد, واقتصاد مدعوم بالسياسة), فالأحادية والتفرّد والانغلاق في البعد السياسي والاقتصادي للدول والانظمة والكيانات لا يعمل بأي شكل من الاشكال على بقاء واستمرار وديمومة مثل هذه الدول والانظمة والكيانات, الامر الذي يدعو إلى ثبات المبادئ وتغيير المواقف وهذا ممكن تحقيقه من خلال ساسة بارعين في كل دولة لديهم آفاق عالية في تسويق مبدأ(ما ينقصك عندي, وما ينقصني عندك).
وختم الأستاذ الدكتور رشيد عبّاس قوله: أن الأردن اليوم بقيادته الحكيمة والتحام شعبه معها يدير المشهد السياسي والاقتصادي بطريقة جديدة وصحيحة باعثة للأمل, وأن التحديات السياسية والاقتصادية تلك التي اجتاحت دول المنطقة ومن بينها الأردن في السنوات السابقة آخذه بالانحصار والتلاشي التدريجي.. وقد أدرك الجميع إن الأردن دولة محورية في المنطقة لا يمكن أن تدور (مسننات وعجلات) الدول الاخرى دونه.