زاد الاردن الاخباري -
قال جلالة الملك عبدالله الثاني، إن الصراع الروسي الأوكراني بعيد بعض الشيء عن الأردن، إلا أن استمراره يطيل الفترة المطلوبة للتعافي، مضيفا أنه "كلما امتد هذا الصراع، زاد عدم الاستقرار الذي سنواجهه بسبب تحديات متعلقة بالسلع".
وأضاف جلالته الجمعة، في مقابلة أجرتها الإعلامية هادلي غامبل لقناة "سي أن بي سي" ستذاع كاملة بداية الشهر المقبل، أن "الأثر الإيجابي لهذه التحديات التي نواجهها، هو التحاور مع بعضنا البعض؛ لإيجاد الحلول كما تفعل مختلف الدول الآن".
ولقاءات قادة المنطقة الأخيرة وأهميتها، أشار جلالته إلى الزيارة الأخيرة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى الأردن، وزيارة جلالته إلى مصر الأسبوع الماضي ولقائه بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين.
وقال جلالته: "نعقد هذه اللقاءات لبحث كيفية مساعدة بعضنا البعض، وهذا قد يكون توجها مختلفا عن المرات السابقة بالنسبة لدول المنطقة، وهو ما نحتاجه لخدمة شعوبنا".
وشدد جلالته على أن هذا التحاور يأتي لبحث كيفية التعاون لمساعدة بعضنا البعض، قائلا: "أصبح واضحا أنه يتعين علينا النظر في كيفية تحقيق النتائج الإيجابية للجميع، وألا يكون أي طرف في وضع سيئ، وإلا فإن الآثار السلبية ستنعكس على كل الأطراف".
وأشار إلى أن المشاريع الإقليمية، توفر الفرص للجميع "لكن إذا كانت إحدى الدول تواجه التحديات، فإن ذلك سيعطّل هذه المشاريع؛ لذا آمل أن ما سنراه في عام 2022، هو هذا التوجه الجديد في المنطقة، نحو التواصل والعمل مع بعضنا البعض بشكل أكبر".
وأضاف جلالته "على الرغم من أن بلدا ما قد يمتلك الكثير من النفط، إلا أنه قد لا يمتلك كميات كافية من القمح والسلع الأساسية الأخرى" متسائلا "إذن، كيف يمكننا التشارك مع بعضنا؟".
وتابع جلالته "لذا، قد نرى مجموعات للمنعة الإقليمية تتشكل بين مختلف الدول في المنطقة، وتكسر الحواجز بيننا".
وعن الوجود الروسي في سوريا، قال جلالته، إن "الأردن ينظر إلى الوجود الروسي في سوريا كعنصر إيجابي، حيث كان مصدر استقرار، إلا أنه منذ بدء الصراع في أوكرانيا، قل حجم الوجود الروسي في سوريا".
وأضاف جلالته "نتيجة لذلك، واجهنا المزيد من المشاكل مع الميليشيات الشيعية على حدودنا مثل تهريب المخدرات وتهريب الأسلحة، وعاد تنظيم داعش الإرهابي للظهور مرة أخرى" متسائلا "أين ستكون روسيا في سوريا؟".
وتابع قائلا "من وجهة نظر أردنية، لقد شكل الوجود الروسي عامل تهدئة".
وتناول جلالته في المقابلة، أيضا، رؤية التحديث الاقتصادي للمملكة خلال العقد المقبل، وتلازم مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري.
كما تحدث جلالة الملك عن جهود التعاون الإقليمي للتصدي للتحديات الناجمة عن الأزمة الروسية الأوكرانية والعمل لتحقيق الازدهار لشعوب المنطقة، إضافة إلى دور الولايات المتحدة في الإقليم، وضرورة تكثيف مساعي تحقيق السلام كمتطلب أساسي لتعزيز التعاون الإقليمي.