زاد الاردن الاخباري -
مُنِي حزب المحافظين بزعامة رئيس الوزراء بوريس جونسون بهزيمتين كبيرتين في الانتخابات الفرعية ما استدعى استقالة رئيس الحزب وأدى إلى تضييق سلطة رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي استبعد الاستقالة.
شكلت خسارة دائرتي هونيتن اند تيفرتن في جنوب غرب إنجلترا وويكفيلد في الشمال ضربة جديدة لثقة الأغلبية المحافظة بزعيمها للبقاء في السلطة.
كما تسببت في استقالة الرئيس المخلص لحزبه وهي أول استقالة من "الحكومة" التي تضم الوزراء الرئيسيين منذ "بارتي غيت" وهي فضيحة الحفلات التي أقيمت في داونينغ ستريت أثناء فترة الحجر الصحي.
أقر جونسون (58 عاما) بتحقيق نتائج "صعبة" وتعهد الجمعة "بالإصغاء" إلى الناخبين لكنه أبدى عزمه أيضا على الاستمرار بعمله على رأس الحكومة.
وقال رئيس الوزراء من رواندا حيث يشارك في قمة الكومونولث ثم في قمتي مجموعة السبع والحلف الاطلسي "لزوم علينا الأقرار بأن علينا بذل المزيد وسنفعل ذلك وسنستمر، مع الاستجابة لهموم الناس".
ألحق الحزب الليبرالي-الديمقراطي هزيمة قاسية بالحزب الحاكم في هونيتن اند تيفرتن.
واستعاد حزب العمال تكتل المعارضة الرئيسي، ويكفيلد وهي دائرة عمالية تقليدا ظفر بها حزب المحافظين في انتخابات العام 2019.
وكتب رئيس حزب المحافظين أوليفر دودن في رسالة إلى رئيس الحكومة لإعلان استقالته أن هذه الهزائم المهينة "هي الأخيرة في سلسلة من النتائج السيئة جدا لحزبنا".
وأضاف "لا يمكننا الاستمرار وكأن شيئا لم يكن ... يجب على أحد ما تحمل مسؤولية" ذلك.
وقال دودن وهو من كبار حلفاء جونسون "مناصرونا خائبو الظن وأنا أشاطرهم شعورهم هذا".
نُظم الاقتراعان الخميس بعد استقالة نائبين محافظين في الأشهر الأخيرة: وحكم على أحدهما بعد إدانته بتهمة ارتكاب اعتداء جنسي على مراهق والآخر بعدما أقر بأنه شاهد فيلما إباحيا على هاتفه داخل البرلمان.
وبعد أسبوعين من إفلاته من تصويت على حجب الثقة إثر فضيحة السهرات خلال فترة الحجر الصحي لمكافحة وباء كورونا (بارتي غيت) في مقر رئاسة الحكومة، قد تؤدي هذه النتائج إلى تراجع أكبر في الثقة داخل الغالبية في الوقت الذي يتسبب فيه التضخم المرتفع في تزايد التحركات المطلبية في قطاع القطارات والنقل الجوي والمحاماة...
قال زعيم حزب المحافظين السابق مايكل هاورد إن على بوريس جونسون الاستقالة. وأعلن لبي بي سي إن "الحزب والأهم من ذلك البلد ستكون في وضع أفضل في ظل قيادة جديدة".
"باتوا بعيدين عن الواقع"
وفي صفوف المعارضة أكد النائبان الفائزان أن البريطانيين فقدوا الثقة ببوريس جونسون، وطالباه بالاستقالة.
وقال زعيم المعارضة كير ستارمر الذي يأمل بالحلول مكان جونسون بعد الانتخابات التشريعية المقررة في 2024 إن المحافظين "باتوا بعيدين عن الواقع ويفتقرون إلى الطاقة والأفكار. لو أن لديهم ذرة شرف لاستقالوا".
وذكر زعيم حزب الليبراليين الديموقراطيين إيد دايفي "حان الوقت للنواب المحافظين أن يقوموا بما ينبغي القيام به وطرد" بوريس جونسون.
يكافح رئيس الوزراء منذ أشهر من أجل استمراريته السياسية بعد سلسلة من القضايا الجدلية ولا سيما "بارتي غيت" ما أثر سلبا على شرعية بقائه زعيما للحزب.
وحتى قبل الجدل الذي اندلع في كانون الأول/ديسمبر الماضي، خسر جونسون مهندس البريكست مقعدين كانا مضمونين سابقا لحزبه خلال انتخابات فرعية العام الماضي، ومن ثم سجل نتائج متواضعة خلال انتخابات محلية في أيار/مايو الماضي.
وبعد أسابيع على ذلك بادر عشرات من النواب المحافظين إلى طرح الثقة بجونسون داخل الحزب وسحب أكثر من 40 % منهم دعمهم لرئيس الوزراء الذي تواجه حكومته ظروفا غير مؤاتية مع أعلى معدل تضخم يسجل في البلاد منذ 40 عاما مع تجاوزه 9 % ما دفع عمال السكك الحديد إلى إضراب واسع، فضلا عن فشل محاولة إبعاد مهاجرين إلى رواندا.
لكن المحافظين يفتقرون إلى خليفة واضح، الأمر الذي يجعل جزءًا من الأغلبية يترددون في الإطاحة بزعيمهم الذي كان يحظى بشعبية كبيرة لفترة طويلة قبل أن تتدهور.
أ ف ب