زاد الاردن الاخباري -
نفى وزير الخارجية الليبي عبد العاطي العبيدي الأربعاء إجراء محادثات بخصوص خروج الزعيم الليبي معمر القذافي من السلطة لكنه قال إن حكومته تريد إنهاء الصراع الدموي في البلاد على نحو يرضي كل الليبيين.
ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء عن العبيدي قوله بعد محادثات مع نظيره الروسي سيرجي لافروف "رحيل القذافي ليس محل نقاش".
وذكر العبيدي أن المواجهة بين حكومة القذافي والمعارضة التي تسعى لإنهاء حكمه المستمر منذ 41 عاما لن تسوى بالقوة. ونقلت عنه إنترفاكس قوله إن المساندة الأجنبية للمعارضة "لن تساعد في حل المشكلة".
كما نقلت عنه الوكالة الروسية قوله "يجب أن نعمل جميعا من أجل حل سلمي يشارك فيه جميع الليبيين وليس المجلس في بنغازي فحسب" في إشارة إلى المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا.
وعقد الاجتماع المغلق بين العبيدي ولافروف في إطار جهود روسيا للتحاور مع حكومة القذافي خلافا لما تصفه "بسياسة العزلة" التي ينتهجها الغرب وتقول موسكو إنها تأتي بنتائج عكسية.
وتقول موسكو إن القذافي يجب أن يتخلى عن السلطة لكنها انتقدت أيضا الدعم العسكري والدبلوماسي الغربي للمعارضة في ليبيا التي أبرمت روسيا فيها صفقات بمليارات الدولارات في مجالات الطاقة والتسليح والبنية الأساسية.
والتقى مبعوث الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إلى أفريقيا في الأسابيع القليلة الماضية بممثلين من المعارضة في بنغازي وبمسؤولين كبار في طرابلس. وقال ميدفيديف الثلاثاء إن الفرصة ما زالت سانحة لحل وسط بين طرفي الصراع.
وأكد العبيدي سعي موسكو للتواصل مع الحكومة الليبية حيث نقلت عنه وكالة الإعلام الروسية (آر.آي.إيه) التي تديرها الدولة قوله "خرجنا باقتراح بضرورة التوصل إلى حل مقبول لكل الليبيين بمن فيهم المعارضون في بنغازي".
لكن لا توجد أي مؤشرات للمرونة بخصوص مصير القذافي الذي يرفض التنحي.
وذكر النائب المؤيد للكرملين كونستانتين كوساتشييف الذي يرأس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الدوما بالبرلمان الروسي أن اجتماع موسكو عقد بناء على طلب الجانب الليبي داعيا إلى تفاؤل حذر.
وقال كوساتشييف عضو الحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين "هذا يعني أن من لا يزالون في السلطة في طرابلس مستعدون للحديث لا لمجرد قمع المقاومة بالدبابات وأسلحة ثقيلة أخرى".
ووصف كوساتشييف الدبلوماسية الروسية بأنها "نقيض" لنهج الدول الغربية التي قصفت منشآت حكومية واعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا لليبيا.
وقال كوساتشييف للصحفيين إن مثل هذه التصرفات تقوض الدبلوماسية و"تقود المفاوضات إلى طريق مسدود".
وأضاف "مع الإدراك الكامل بأن نظام القذافي لا مستقبل له ولا يستطيع البقاء في السلطة الفرق هو أننا مستعدون لمواصلة الحديث مع هذا النظام لحثه على اقامة اتصالات سياسية بالمعارضة وحثه في النتيجة النهائية على ترك السلطة".
وذكر ديمتري ترينين محلل شؤون السياسة الخارجية ومدير مركز كارنيجي في موسكو أن زيارة العبيدي تشير إلى أن بعض أعضاء الدائرة المحيطة بالقذافي يسعون إلى مخرج من الأزمة لكن الحل لا يزال في يد القذافي.
وقال ترينين لرويترز "أتيحت له فرص عديدة ليبدأ المساومة ووضع بعض الشروط مقابل التخلي عن منصبه لكنه لم يستغلها بعد".
وذكر كوساتشييف الذي يتحدث في مناسبات عديدة رسميا باسم الكرملين في مجال السياسة الخارجية أنه ينبغي منح القذافي وحكومته ضمانات مقابل التخلي عن السلطة لكنه أكد مجددا أن روسيا لن تفتح أبوابها للقذافي.
وقال "ربما يتعين مناقشة نوع من الضمانات لسلامته (القذافي) الشخصية وسلامة أفراد عائلته".
وذكر ترينين أن أعضاء الدائرة المقربة من القذافي يسعون أيضا لتأمين سلامتهم في المستقبل.
وقال "ربما يقرر أن يموت في طرابلس لكن المحيطين به لا يريدون أن يموتوا معه ولا يريون الهبوط معه إلى القاع".
رويترز