زاد الاردن الاخباري -
علّق الاعلامي الاردني البارز والمذيع السابق في راديو بي بي سي سالم كايد العبادي على موضوع الشتم والذم عبر وسائل الاعلام في الاردن بعد الحادثة الاخيرة التي اشغلت الرأي العام مؤخرا في قضية السيدة شاتمة الأردنيين دفاعا عن وزير في حكومة بشر الخصاونة .
وتاليا المنشور كما نشر على صفحته الخاصة بموقع الفيسبوك:
تمادي مستمعين ام عدم كفاءة مذيعين؟!
تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع اتصال امراة مع اذاعة محلية اردنية " Visual Radio Studio… المرأة كانت غاضبة من مستخدمي التواصل الاجتماعي الذين وجهوا انتقادات لوزير في الحكومة يبدو انه قريب لها. وبدأت المرأة اتصالها بشتم الشعب الاردني ٠
" الصحيح انه هذا شعب ما يستحي ". ثم استرسلت في توجيه الكلام القاسي حتى اكملت ما كانت تريد قوله، دون تدخل من مقدم البرنامج.
وحسب ما تعلمناه في المعاهد الاعلامية الكبرى فان اتصالا من هذا النوع يجب عدم السماح له بمواصلة حديثه، في اللحظة التي بدأ فيها بالشتم… كان من واجب مقدم البرنامج ان يتدخل فورا ويوقفها بلباقة، واذا واصلت فعليه ان يطلب من مدير الاستوديو ان يقطع الحديث معها وان يسمح بالحديث مع مستمع آخر على الخط.
مثل هذه الاخطاء التي تثير ردود فعل كبيرة، تكررت في محطات الاذاعات المحلية في الاردن، وكلنا نتذكر مقدم البرنامج الذي وَبَّخ متقاعداً عسكريا كان يطالب بمساعدة حكومية لمعالجة وضعه الاقتصادي الصعب…. نَسِيَ مقدم البرنامج ان المستمع هو السيد وان المذيع هو خادم له. الا نقول نحن المذيعين في تحيتنا للمستمعين
" سيداتي سادتي "
ونذكر ايضا اتصال اسيرة فلسطينية محرر ة، تحمل الجنسية الاردنية، مع اذاعة محلية اردنية… السيدة التي تطالب الولايات المتحدة بتسليمها، قالت في اتصالها انها طلبت من جلالة الملك ان يسمح لزوجها وهو فلسطيني الجنسية ان ينضم اليها للعيش في الاردن… سادت حالة من الهلع في الاستوديو ، قالوا لها الصوت يتقطع ، ثم قطعوا الاتصال…وهنا يتكرر خطأ اذاعي فادح نتيجة عدم كفاءة مقدم البرنامج… كان بامكانه ان يقول للسيدة:
" انك طلبت من جلالة الملك المساعدة وعليك انتظار الجواب، ولا يمكن لاي جهة ان تتدخل في الوقت الذي ينظر فيه صاحب الجلالة بطلبك.
ليس كل من يقف خلف ميكرفون مذيعا… المذيع هو شخصية متعلمة ومثقفة… هو شخصية سياسية واخبارية… هو محرر ومراسل اخباري ومنتج برامج.
المذيع يسمونه في الغرب " Anchor “ ومن معانيها
" المرساة " التي تلقي بها السفينة في الماء عندما ترسو في الميناء لكي لا ياخذها الريح والموج بعيدا… اي ان المذيع هو الذي يمسك الاذاعة ويحميها من الهفوات، ويكون قادرا على ادارتها في الاوقات الصعبة وغير المتوقعة.
الاعلام الملتزم لا يسمح بالذم ولا بالمدح، يسمح فقط بايصال معلومة مفيدة ورأي محترم.