زاد الاردن الاخباري -
أفاد تقرير نشرته شبكة إذاعة "آزادي" أن طالبان تحول المنشآت التعليمية إلى "مدارس دينية".
مدرسة عبدالحي حبيبي الثانوية، واحدة من أشهر المدارس في جنوب أفغانستان وهي مجهزة بمختبر للعلوم والحاسوب ومكتبة، إحدى المدارس التي حولتها طالبان إلى مدرسة دينية، ما دفع بنحو 6 آلاف طالب و130 معلما للمغادرة.
وقال سين الله سيال، وهو أحد خريجي المدرسة لراديو "آزادي"، التابع بـ "راديو أوروبا الحرة / راديو ليبرتي"، إنه "من الخطأ تحويل مدارس علمانية إلى مدارس دينية".
ويقول معارضون لهذه الخطوة، إن هدف طالبان المتشددة التخلي عن جميع أشكال التعليم الحديث الذي ازدهر في أفغانستان بعد الحرب الأميركية التي أطاحت بهذا التنظيم المتشدد في 2001.
ومنذ استعادة طالبان للسلطة كان تحويل المنشآت التعليمية إلى مدارس دينية على رأس أولوياتها، ناهيك عن منع الفتيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية، وفرض الفصل بين الجنسين، ووضع قواعد جديدة للزي في الجامعات.
وكشفت طالبان أيضا عن خطط لبناء شبكة واسعة من المدارس الدينية في جميع أنحاء البلاد.
وتمتلك المدارس الدينية مكانة خاصة في نظرة طالبان للعالم، وحتى كلمة "طالبان" تعني "طلاب المدارس"، حيث درس أعضاء التنظيم لأول مرة في التسعينيات في المعاهد الدينية المتطرفة في باكستان.
وخلال حكم طالبان خلال 1996 وحتى 2001 حظرت جميع أشكال التعليم العلماني، ومنعت الفتيات من الذهاب للجامعات وروجت المدارس الدينية للأيديولوجيات المتطرفة.
ويقول مدرس في شرق أفغانستان تحدث إلى راديو "آزادي"، شريطة عدم كشف هويته خوفا من العقاب، إن طالبان تقوم بتحويل مراكز تدريب المعلمين أيضا إلى مدارس دينية.
وأكد أن طالبان حولت بالفعل مراكز التدريب الموجودة في مقاطعة بغلان الشمالية وإقليم كونار الشرقي إلى مدارس دينية.
وقال مدرس آخر إن "هذه مأساة كبرى وترقى إلى حرب على التعليم"، مضيفا أن "موقف طالبان من التعليم مدمر".
وزير التعليم في طالبان، نور الله منير، كان قد قال في تصريحات سابقة إن "التعليم الديني يمثل أولوية للجماعة".
وأضاف حينها لمحطة "تولو نيوز" التلفزيونية التابعة لطالبان "لدينا 20 ألف مدرسة علمانية في جميع أنحاء أفغانستان، لكن المدارس الدينية المسجلة لا تزيد عن 1000".
وأعلنت الوزارة خلال الشهر الحالي عن خطط لبناء مدراس دينية لاستيعاب 1000 طالب في كل مقاطعة.
كما قال المتحدث باسم وزارة التربية والتعليم، عزيز أحمد ريان، لراديو "آزادي" إن مزاعم "تحويل المدارس العلمانية إلى مدارس دينية غير صحيحة".
وأضاف أننا " نهدف إلى منع الطلاب الأفغان من السعي للحصول على تعليم ديني في الخارج".
الباحث الإسلامي، محمد محيك، ذكر أن طالبان تستخدم "الهندسة الاجتماعية" ولديها منهجية لـ"غسل أدمغة" الجيل القادم في المدارس وتقويض عمل المدارس العلمانية.
وأكد أن طالبان "بهذه الطريقة يمكنها الاستمرار في تجنيد الطلاب ليكونوا جنودا لديهم وبناء نظام ثيوقراطي من القرون الوسطى".