أولا : رحم الله ضحايا هذه الحادثة المؤلمة وتعازينا لاهلهم وذويهم ، وكل الامنيات للمصابين بتمام وسرعة الشفاء .. وحمدا لله على سلامة من شفوا ونجوا من هذه الحادثة الاليمة .
ثانيا : ما حدث قد حدث ولا راد لقضاء الله ولكن لا بد من الاشارة الى ملاحظات انطلاقا من ضرورة أخذ الدروس والعبر جرّاء هذه الحادثة الاليمة :
1 - يؤكد الاردن في الملمات انه «جسد واحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر» .. فمنذ الاعلان عن الحادثة تحرك الاردن كل الاردن من جلالة القائد الاعلى جلالة الملك عبد الله الثاني ومتابعة حثيثة وميدانية من لدن سمو ولي العهد الامين الامير الحسين بن عبد الله لمتابعة الحدث اولا باول والاطمئنان على المصابين والتأكيد على اتخاذ ما يلزم للحد من تبعات الحادثة .
2 - الحكومة ممثلة برئيس الوزراء والوزراء المعنيين كانوا في موقع الحدث خلال ساعات وتمت المتابعة وتشكيل فريق تحقيق برئاسة وزير الداخلية .
3 - جميع كوادر الامن العام والدفاع المدني وسلطة العقبة الاقتصادية وكل الجهات المعنية قامت باداء واجبها على الفور .
4 - كفاءة عالية وجاهزية حرفية ابداها نشامى الدفاع المدني بالتعامل مع هذا الحادث المفجع .
5 - قوات جيشنا العربي المصطفوي ساهمت بتوفير طائرات لنقل مصابين من العقبة الى عمان .
6 - واضح تماما اننا استفدنا من خبرات « ادارة الازمات « وتحديدا خلال جائحة كورونا من حيث : التنسيق التام بين كافة الجهات المعنية ، ومن حيث سعة المستشفيات وقد افادنا جدا وجود المستشفى العسكري الميداني الذي تم تجهيزه خلال جائحة كورونا ، ولولا وجوده لواجهتنا ازمة اكبر بتوفر الاسرة في المستشفيات ، أو توفير أجهزة التنفس .
7 - سرعة التعامل مع الحادثة بحرفية ساهمت باستمرارية الحياة الطبيعية في العقبة واستمرار الحركة السياحية وحركة الموانئ وعزل مكان وقوع الحادثة فقط وهذا مهم جدا في هذا التوقيت لان سرعة احتواء الازمة تنهيها وتنهي اية آثار سلبية قد تتبعها .
8 - تنبيه مواطني العقبة والمتواجدين فيها لاتخاذ الاحتياطات اللازمة من حيث الالتزام بمنازلهم واغلاق المنافذ عبر كافة الوسائل بما فيها المساجد تجنبا لاستنشاق الغاز السام كان تصرفا عفويا حصيفا ساهم بتوعية سريعة .
* ولكن ورغم كل تلك الايجابيات لا بد ان نسأل وان نطلب :
1 - ضرورة الاسراع في التحقيق واعلان النتائج بأقرب وقت واتخاذ الاجراء القانوني في حق من يثبت تقصيره .
2 - معظم تساؤلات المواطنين وعبر كافة وسائل التواصل انصبت على اسباب انقطاع حبل رافعة تستطيع ان ترفع 100 طن وانقطع حبلها لحاوية وزنها 20 طنا وكانت قد رفعت قبل سقوط تلك الحاوية نحو 5 حاويات- كما قيل - .. فما الذي حدث ؟
3 - تساؤلات عديدة حول اجراءات السلامة في الميناء وابسطها لبس الكمامات التي لم يتم ارتداؤها الا بعد الحادثة - كما شاهدنا عبرمحطات التلفزيون.. أو «التشييك « المتواصل لكفاءة الرافعات وصلاحياتها ، ومدى التزام شركات التحميل او حتى السفن باتباع اجراءات السلامة .. بمعنى هل هناك رقابة حقيقية على كل ما يجري داخل الميناء ؟
4-من المهم تحديد الجهات المسؤولة عن تطبيق معايير منظومة السلامة العامة وعدم تشتيتها بين اكثر من جهة وتحديدا ما يتعلق بنقل المواد الخطرة .
** بعد اعلان نتائج التحقيق ستبدأ اسئلة اكثر صعوبة تتعلق بـ:
1 - محاسبة المقصرين .
2 - تعويض المتضررين .
3 - تجنب الاخطاء من خلال اعادة النظر بكل مسببات الحادث .
4 - مراجعة شروط وتعليمات السلامة وتشديد الرقابة .
5 - تتبع خط سير المواد الخطرة عبر الطرق وصولا لميناء الشحن وانتهاء بمغادرتها الموانئ.