زاد الاردن الاخباري -
خلص تحليل نشرته مجلة "فورن أفيرز" الأميركية، الأربعاء، إلى أن "المفتاح الحقيقي للنصر في أوكرانيا" يتمثل في قدرة أي من طرفي النزاع على تحمل "حرب الاستنزاف" التي أرهقت روسيا تحديدا، كثيرا حتى اليوم.
ووجد التحليل، الذي كتبته الاستاذة في كلية جيمس ماديسون بجامعة ميتشغان كرستين براثويت والزميلة في مركز أبحاث الأمن الأميركي الجديد مارغاريتا كونايف، أن الجيش الروسي أظهر مؤخرا بوادر توتر واضحة، خاصة حين يتعلق الأمر بتعزيز قواته بعد تعرضه لخسائر فادحة.
ويرى التحليل أن الاستدامة في الحرب يمكن أن توفر نفوذا حيويا لأوكرانيا، من خلال تعزيز قواتها وإعادة الإمداد بالمعدات وصيانتها، مضيفا أن هذه النقاط قد لا تمكن أوكرانيا من هزيمة الروس، لكنها قد تحرمهم من تحقيق مكاسب كبيرة، مما يستنزف مواردهم وإرادتهم للقتال.
ولتحقيق هذا النجاح، يشترط التحليل أن تكون هذه الخطوات مقترنة بمجموعة عوامل، من أهمها استمرار المساعدة العسكرية الغربية، وخاصة توفير الأسلحة والتدريب للقوات الأوكرانية.
علامات التعب
وفي بداية الحرب، لم تفكر روسيا كثيرا في الدعم اللوجستي لقواتها، فاندفعت إلى الأمام بقوة هائلة، دون إنشاء تجهيزات إمداد أو تحقيق سيطرة جوية كاملة، وفقا للتحليل.
وبينما تمكن الأوكرانيون من عرقلة التقدم الروسي، أدت المسافات البعيدة والطقس إلى تفاقم مشكلات موسكو اللوجستية، وتسببت بخسائر باهظة في صفوف الجنود الروس.
خفف تحول القتال إلى شرق أوكرانيا من بعض هذه التحديات اللوجستية لموسكو، حيث باتت الخطوط الأمامية الآن أقرب إلى روسيا، ومرتبطة بالسكك الحديدية والطرق مع روسيا والأراضي التي تحتلها موسكو.
لكن أخطاء موسكو الأولية في محاولتها للاستيلاء على كييف، استنزفت العديد من مواردها، مما أضعف قدرتها على إعادة الإمداد، ودعم قواتها حتى في الشرق، وفقا للتحليل.
ونظرا لعدم قدرة روسيا على توفير الموارد وقطع الغيار لجيشها نتيجة العقوبات الغربية، فإنها بدأت بالاستعانة بمخزوناتها من الحقبة السوفيتية لتوفير أسلحة، مثل الألغام والدبابات.
بموازاة ذلك، تواجه روسيا المزيد من المشكلات في تدعيم قوتها البشرية، بعد أن تعرضت لخسائر فادحة، مما اضطرها لتوسيع نطاق أعمار الأشخاص المؤهلين، الذين يمكن إرسالهم إلى المعركة.
ومع تحول الحرب في أوكرانيا إلى حرب استنزاف، يرى التحليل أن هذا يظهر أهمية الدعم الغربي الذي يمكن أن يقدمه الغرب لأوكرانيا.
ورغم أن النصر العسكري الحاسم الذي يطرد فيه الأوكرانيون القوات الروسية من أراضيهم بأكملها يبدو غير مرجح بشكل واضح الآن، إلا أن كييف لا تزال قادرة على إعاقة تقدم موسكو ودعم موقفها في المفاوضات المستقبلية، من خلال الاستمرار في زيادة التعزيزات والإمدادات إلى الخطوط الأمامية.
ويختتم التحليل بالإشارة إلى أن الأشهر الأربعة الماضية من الحرب أثبتت أمرا واحدا مهما، يتمثل في أن التقليل من شأن أوكرانيا يعتبر خطأ فادحا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وحلفائها مطالبون اليوم بالقيام بدورهم لمساعدة أوكرانيا على الاستمرار في القتال.
وارتفع إجمالي المساعدات العسكرية التي قدمتها واشنطن إلى أوكرانيا، خلال 4 أشهر، إلى 6.1 مليار دولار بعد أن أعلن البيت الأبيض، الأسبوع الماضي، حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 450 مليون دولار.
وتتصدر أنظمة "هيمارس" الصاروخية لائحة مطالب القيادة الأوكرانية، خاصة وأن القوات الروسية تحاول التقدم في شرق البلاد بمساندة من المدفعية الثقيلة، التي تعطيها أفضلية في ساحة المعركة.
وكانت واشنطن أعلنت، بداية يونيو، أنها ستزود أوكرانيا بمنظومات صواريخ متطورة، من بينها هذه المنظومة بالغة الدقة التي تصنعها شركة لوكهيد مارتن الأميركية.
وتوقعت أجهزة مخابرات غربية، وخبراء عسكريون، مؤخرا أن يستنفد الجيش الروسي قدراته القتالية قريبا، ويضطر إلى وقف هجومه في منطقة دونباس الشرقية بأوكرانيا.
ومنذ فشل هجوم القوات الروسية على العاصمة كييف في مارس، فيما وصفته بأنه "عملية عسكرية خاصة"، ركزت موسكو ووكلاؤها على الجنوب ومنطقة دونباس، وهي منطقة شرقية مكونة من لوغانسك وجارتها دونيتسك.