محمد ابو صقري - بداية ندعو الله سبحانه وتعالى ان يتغمد شهداء الحادث الأليم في العقبة بالرحمة والمغفرة، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل والتام، وبعد،
يقول المثل الشعبي: الله بيستر الفقر بالعافية، وهذا ما حدث في العقبة بالضبط إثر سقوط وانفجار حاوية الكلور، فلولا لطف الله ورحمته بأن جعل الرياح تسير بعكس اتجاه المدينة التي تعج بالسكان والسائحين والمتسوقين من كل مكان لكانت كارثة اشبه ما تكون بكارثة مرفأ بيروت.
وهذا هو الحال ايضا في كثير من المناطق والمرافق في بلادنا العزيزة التي تعاني من الاهمال والترهل الاداري والتخبط في اتخاذ القرارات والفساد والمحسوبية والواسطة ووضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب.
المشاكل والصعوبات التي تعاني منها منطقة العقبة تحديدا كثيرة ومتشعبة مع انها من اكثر المناطق في المملكة اهمية، لكونها المنفذ البحري الوحيد للمملكة، وهي كما يقال عنها بأنها الثغر الباسم، لكن ثغرها افتقد الى الابتسامة هذه الأيام نتيجة لهذا الحادث الأليم الذي اودى بحياة ثلاثة عشر شاباً واصابة العشرات باصابات متفاوتة.
البيروقراطية إذا استوطنت في مكان او مؤسسة
حكمت عليه او عليها بالفشل، ويبدو ان البيروقراطية والترهل الاداري قد اصاب مؤسسات كثيرة في العقبة تحديدا ومن ضمنها المحاكم النظامية، فقد قيل ان قضايا اجتماعية واقتصادية كثيرة معلقة في المحاكم منذ زمن لم يتم البت فيها، وهناك بضائع لمواطنين وتجار من العقبة محتجزة وموقوفة تنتظر البت فيها من المحاكم المختصة، وقد مضى عليها من الزمن ما يجعلها بضاعة قديمة عفا عليها الزمن وباتت غير مؤهلة للمنافسة في السوق المحلي، الامر الذي تسبب بخسائر كبيرة لأصحاب هذه البضائع.
لسنا هنا بصدد فتح الملفات، وهي كثيرة، ما نريده ونتمناه هو ان تنهض مؤسساتنا المختلفة بمهماتها الموكلة لها على اكمل وجه، فالله سبحانه وتعالى يحب اذا عمل أحدنا عملا ان يتقنه.
حفظ الله الاردن ارضا وشعبا وقيادة، وجنبه كل شر ومكروه، إنه ولي ذلك والقادر عليه.