زاد الاردن الاخباري -
أكد مثقفون وأكاديميون سعوديون اهتزاز صورة المثقف العربي في مواجهة الثورات العربية، مشيرين إلى أن "ثقافة الثأر" غالباً ما تصاحب الثورات، وأنه يجب التفريق بين الرأي الشخصي والموقف المضاد، في ظل أنه لا يمكن السيطرة على مصداقية المثقف الذي "تفاجأ ولم يستوعب حقيقة الثورات". وقال الدكتور الحمد إن "ثقافة الثأر" غالباً ما تصاحب الثورات، وإن القوائم السوداء لمعارضي الثورات ستقسم المجتمعات، مؤكداً أن وجهات النظر للمثقف يجب أن تحترمها الثورات, وإن المثقفين لم يستوعبوا حقيقتها، مطالباً بالتريّث "لانتظار منجز الثورات العربية". ومن جهة ثانية أكد د. الحبيب أن صمت المثقف بانتظار النتائج "مريب"، في الوقت الذي يجب عليه "اتخاذ جانب المبادرة"، معتبراً أن المثقف التقليدي خسر أمام مواقع التواصل الاجتماعي، ومؤكداً أنه "لا يمكن السيطرة على مصداقية المثقف"، ومطالباً بالمحاسبة الأخلاقية نحو من "أهان الناس" ونحو "المثقف العميل". ومن جهة ثالثة أكد د. الخضر أن بعض المثقفين اتهم الشعوب بالعمالة، وأن سقوط المثقفين في ظل الثورات العربية الأخيرة سبقه نموذج مماثل أثناء أزمة حرب الخليج التي وصفها بأنها "شهدت سقوط العديد من المثقفين".
كما اتفقوا على أن المرفوض هو أن يتحول المثقف إلى "بوق إعلامي"، وأن يبقى دون موقف بانتظار نتيجة الثورة ليكون معها أو ضدها، واعتبروا أن المثقف التقليدي خسر أمام مواقع التواصل الاجتماعي، وأن المحاسبة الأخلاقية واجبة نحو من "أهان" الناس.
وفيما أكدوا أن المشهد الثقافي يحتاج إلى الحرية بالدرجة الأولى، طالبوا بمنح المثقفين فرصة جديدة، متوقعين أن "ينعكس ذلك إيجابياً على نظرتهم للثورة"، وأن ذلك سيدفع لتغيير الخطاب الثقافي، وأن يختفي المثقف "المُنظـّر" وسط الثورات العربية، بإلاضافة إلى أن الثورات ستشكل بداية مختلفة للثقافة العربية مع "تشظٍّ" قادم للمؤسسات الثقافية ودور المثقف.
جاء ذلك ضمن حلقة جديدة من برنامج "واجه الصحافة" الذي يعده ويقدمه الإعلامي داود الشريان، واستضاف فيها الكاتب السياسي الدكتور تركي الحمد، والكاتب الدكتور عبدالرحمن الحبيب، والباحث الدكتور عبدالعزيز الخضر، وبثتها "العربية" مساء الجمعة 22 يوليو/تموز 2011.
وأشار الحمد إلى أن المثقف "مدجّن" ووقع في فخ "التطبيل"، مؤكداً أن "التعددية" حضرت بعد الثورة وألغت دولة "الأيديولوجيا"، وراهن على أن "الثورات ستشكل بداية مختلفة للثقافة العربية"، معتبراً أن الحاجة قائمة وماسّة "للمثقف المستشرف للمستقبل"، وأن "الثورات أبرزت القدرات الهائلة للشباب العربي"، في الوقت الذي برز فيه "الدين المؤدلج والمسيس في حالة انحسار"، فيما "فقد الحراك الإسلامي وهجه الذي اكتسبه في الثمانينات".
واعتبر الحبيب أن المثقف فقد دوره كـ"ناقل للمعرفة"، وأن "موت المثقف" حضر، والنظام المعرفي تغير، متوقعاً أن المرحلة المقبلة ستشهد "تشظّي المؤسسات الثقافية" ودور المثقف الذي أصبح "مدجناً" ووقع في فخ "التطبيل".
ورأى الخضر أن المثقفين بكافة أطيافهم سيضطرون إلى تغيير الخطاب، فيما سيبقى "المثقف المحلل والباحث في دائرة الاهتمام"، كما أن "نتائج الثورات ستعيد الأولويات الثقافية"، مشيراً إلى أنه "من حسن حظ الثورات خلوّها من الخطاب الديني"، ومتوقعاً أن تشهد المرحلة المقبلة "ثورات فقهية" موازية.