زاد الاردن الاخباري -
أجرى وفد أميركي محادثات في الدوحة بشأن رفع تجميد الاحتياطات الأجنبية لأفغانستان مع وفد رفيع المستوى من حركة طالبان، في حين شارك زعيم طالبان الملا هبة الله آخوند زاده لأول مرة منذ وصول الحركة إلى الحكم في اجتماع قلبي موسع في العاصمة كابل.
وقالت الخارجية الأميركية إن وفدا أميركيا برئاسة الممثل الأميركي الخاص بأفغانستان توماس ويست التقى في قطر مع كبار ممثلي حركة طالبان والمهنيين التكنوقراط الأفغان برئاسة وزير الخارجية الأفغاني أمير خان متقي، يومي 29 و30 يونيو/حزيران الماضي.
وذكرت الخارجية -في بيان- أن الولايات المتحدة أعربت عن تعازيها بعد الزلازل الذي ضرب أفغانستان وتسبّب في سقوط ضحايا، وقدمت دعما يقدر بـ55 مليون دولار.
وأكد البيان أن الوفدين ناقشا الإجراءات الأميركية للحفاظ على 3 مليارات و500 مليون دولار من احتياطيات البنك المركزي الأفغاني لمصلحة الشعب الأفغاني، على حد قوله.
وأعرب الوفد الأميركي عن المخاوف بشأن زيادة تدخل طالبان في إيصال المساعدات الإنسانية، كما جرى بحث القيود المستمرة والمتوسعة المتعلقة بحقوق النساء والفتيات الأفغانيات.
وكشف البيان أن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن قلقهم بشأن استمرار وجود تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية، ومنظمات إرهابية أخرى في أفغانستان.
الأمن والتمويل
في المقابل، ذكر عبد القهار بلخي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأفغانية، في تغريدة له على موقع تويتر، أن متقي ألقى الضوء على التغييرات الإيجابية مع وصول الحكومة الجديدة إلى السلطة، واصفا الوضع الأمني في أفغانستان بأنه مثالي.
ونقل بلخي عن الدبلوماسيين الأميركيين قولهم إنهم يفضلون المشاركة ويسعون لاستقرار أفغانستان.
ولا تعترف الولايات المتحدة بحكم طالبان في أفغانستان منذ أن استولت الحركة على السلطة في أغسطس/آب 2021.
وتم بعد ذلك تجميد مليارات الدولارات من الأصول المحتجزة في الخارج، وتوقفت المساعدات الدولية الغربية التي تعتمد عليها البلاد منذ 20 عاما، وأصبحت اليوم تقدم بالقطارة منذ عودة طالبان إلى السلطة.
وفي فبراير/شباط الماضي جمد الرئيس الأميركي جو بايدن 7 مليارات دولار من أموال البنك المركزي الأفغاني؛ مودعة لدى مؤسسات مالية أميركية، وقال إنه سيخصص نصفها لتعويضات طالبت بها عائلات ضحايا هجمات 11 سبتمبر/أيلول.
وتعاني أفغانستان أزمة اقتصادية بعدما جمدت دول مختلفة أصولها المودعة في الخارج وقطعت عنها المساعدات، في حين انهارت العملة.
وحذرت الأمم المتحدة من أن نصف البلاد مهدد بنقص الغذاء.
الظهور الأول
وفي سياق متصل، شارك زعيم حركة طالبان الملا هبة الله آخوند زاده الذي قلما يشارك في مناسبات عامة، في اجتماع لشخصيات دينية وقبلية الجمعة في كابل.
ولم يسبق أن ظهر هبة الله آخوند زاده علنا منذ وصول حركة طالبان إلى السلطة في أغسطس/آب الماضي، ويعيش عادة في عزلة في قندهار (جنوبي البلاد).
وبعد تلقيه تعهدات بالولاء من المشاركين الذين رفعوا أيديهم، هنأ آخوند زاده الحاضرين على انتصار الحركة في أفغانستان في أغسطس/آب الذي مثل نهاية صراع استمر 20 عاما للإطاحة بحكومة يدعمها الغرب مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من البلاد.
وطالب آخوند زاده في خطابه التجار بالعودة والاستثمار في البلاد، قائلا إن المساعدات الخارجية لا يمكن أن تبني اقتصادا وستجعل الأفغانيين أكثر اعتمادا على الأموال الأجنبية.
ونقلت وكالة "بختار" عنه قوله "الحمد لله، نحن دولة مستقلة الآن، ولا يحق (للأجانب) إملاء الأوامر علينا، إنه نظامنا ولنا قراراتنا".
وقال إن الحركة تريد السلام والأمن، وإن الدول المجاورة ليس لديها ما تخشاه.
وفي كلمته، قال رئيس الوزراء الأفغاني الملا محمد حسن آخوند إننا نريد أن يسود نظام الحكم الإسلامي على أراضينا، مشددا على أن نظام حكم الحركة لا يتناقض مع حقوق الإنسان.
واتهم في كلمته بالاجتماع دول العالم بممارسة دور غريب تجاه أفغانستان عبر التدخل في شؤونها الخاصة.
وفي نهاية الاجتماع أصدر العلماء بيانا ختاميا، طالبوا فيه المجتمع الدولي والعالم الإسلامي بالاعتراف بالحكومة الجديدة ورفع العقوبات عن أفغانستان.
وأضاف البيان أن المجتمعين يؤيدون موقف الإمارة الإسلامية بعدم التدخل في شؤون الآخرين، مطالبين دول العالم بعدم التدخل في الشأن الأفغاني.
وشدد البيان على أن تنظيم الدولة هو فئة باغية تجب محاربتها.
وشارك أكثر من 3 آلاف شخصية دينية ووجهاء قبائل منذ الخميس في العاصمة الأفغانية، في مجلس موسع استمر 3 أيام، في ظل إجراءات أمنية مشددة.
مطالب أممية
من جانبها، دعت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه حركة طالبان الجمعة أن تحذو حذو بعض الدول الإسلامية التي تصون حقوق النساء.
وقالت ميشيل باشليه لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف إن النساء في أفغانستان يتعرضن للجوع والعنف الأسري والبطالة، وتُفرض قيود على تحركاتهن وملابسهن، ولا يحصلن على تعليم في بلد توقف فيه التعليم الثانوي لنحو 1.2 مليون فتاة.
وتابعت "على الرغم من أن بعض هذه المخاوف يعود لما قبل استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس/آب 2021، فإن الإصلاحات في ذلك الوقت كانت تسير في الاتجاه الصحيح؛ كان هناك تحسن وأمل".
وأضافت "غير أنه منذ تولي طالبان السلطة، تشهد النساء والفتيات أكبر وأسرع انتكاسة فيما يتعلق بالتمتع بحقوقهن في جميع المجالات منذ عقود"، على حد قولها.
ودعت طالبان إلى تحديد موعد ثابت لإعادة فتح المدارس أمام الفتيات، ورفع القيود عن تحركات النساء وملابسهن.