أثار الأستاذ نصر المجالي قيدوم الصحفيين العرب، المقيم في لندن، موضوعا مهما يحتاج إلى حوار وطني صريح جريء عميق غير خاضع للرقابة الذاتية والحسابات الأمنية، هو «ثقافة مواجهة الأزمات».
وهو موضوع من اخطر المواضيع واكثرها الحاحا لان هذا هو وقته، ولاهميته فإنني سأدعو قريبا إلى ندوة حوله.
وهي دعوة تنفتح على كل شيء !!
هي دعوة اول تناول نزيه لها هو تحميل الأقدر، العبءَ الأكبر.
هي دعوة إلى تحمل المزيد من القسوة والشدة والضنك، درجات جديدة نحو الأقسى والأخطر وما نكره.
هذه الدعوة تستوجب الربط بينها وبين العديد من المتطلبات الرئيسية أبرزها الانفتاح والانفراج السياسي واطلاق الحريات العامة واغلاق ملفات التوتر، والقيام بحملات عميقة لمكافحة الفساد شاملة وجدية، والذهاب إلى ريجيم وطني للتقشف الحكومي العميق، يوقف الهدر والبذخ، وما إلى ذلك.
يقول الصديق العريق زميل الحبر والعناء في صحافة السبعينات:
(كان لي حديث خاطف صباح هذا اليوم الجمعة مع زميلي المخضرم العتيق الذي لم تغيّره لا السنين ولا المواجهات ولا الوزارة والنيابة والسفارة محمد داودية،
بدأنا الحديث عن «الجمال» وانتهى بنا المطاف وعلى نحو سريع للحديث عن أزمات الأردن المزمنة والسريعة وردات فعل شعبنا الحبيب عليها وإدمان بعض مثقفيه جلد الذات والاتهامات والشتائم ووصولا إلى الانفصام والانفصال عن الواقع !.
ولمّحت للزميل أبي عمر بأن الأزمات تعصف بالعالم أجمع بما في ذلك بريطانيا العظمى فهي تعاني ارتفاع أسعار وغلاء في كل شيء وهو غلاء لا يطاق واضرابات وسائل النقل وكركبة في بعض أنظمتها وقراراتها، وديون بلغت 2 تريليون جنيه استرليني نتيجة لكورونا الخ.
ولكن الناس تعودت الصمود في الازمات عبر قرون زمنية تاريخية حادة وواصلت الحياة والمنجزات.
وكانت خلاصة الحديث الجميل المتفاعل النقي مع أبي عمر انه لا بد، لا بل ضروري تعميم «ثقافة مواجهة الأزمات» وما يتعلق بها من صبر وعمل وتحمل وإيثار وبذل وتضحيات، أو الصمت وترك الآخرين يعملون.
مثل هذه الثقافة حققت انتصارات باهرة لشعوب كثيرة اعتمدتها ومنها الشعب البريطاني وصارت جزءا من عاداتها وتقاليدها الراسخة.
تعالوا يا أهلنا في الأردن نجرّب !).
ولنا متابعة معا.