زاد الاردن الاخباري -
بدا الأحد، أن الاضراب الذي ينفذه قضاة تونس منذ نحو شهر احتجاجا على عزل الرئيس قيس سعيد 57 من زملائهم، قد بدأ يتداعى مع تعليق ثلاث جمعيات قضاة مشاركتها فيه.
واعلنت "نقابة القضاة التونسيين" و"اتحاد القضاة الإداريين" و"اتحاد قضاة محكمة المحاسبات" تعليق مشاركتها في الاضراب عبر في بيان مشترك نشرته رفقة مباركي، رئيسة "القضاة الإداريين" عبر "فيسبوك".
وكان سعيد أصدر مطلع يونيو/حزيران الماضي، أمرا رئاسيا بإعفاء 57 قاضيا، لتهم بينها "تعطيل تحقيقات" بملفات إرهاب، وارتكاب "فساد مالي وأخلاقي"، وهو ما ينفي القضاة صحته.
ودخل على إثر ذلك في 6 من الشهر ذاته، معظم القضاة التونسيين، في إضراب مفتوح عن العمل، تشرف عليه "تنسيقية الهياكل القضائية" (تضم جمعيات ونقابات للقضاة).
وأفاد البيان المشترك، بـ"الرفع المؤقت لتعليق العمل بجميع المحاكم والمؤسسات القضائية (الإضراب) مع إمكانية الرجوع عن هذا الإجراء في صورة عدم التراجع عن المرسوم عدد 35 (إعفاء القضاة) أو في صورة مواصلة انتهاك السلطة القضائية".
ودعا "السلطة التنفيذية إلى فتح باب التفاوض من أجل حل للأزمة التي تمر بها السلطة القضائية إعلاءً لمصلحة المتقاضين وللمصلحة العليا للدولة".
كما طالب البيان "بإحالة ملفات القضاة المعفيين فورا إلى المجلس الأعلى المؤقت للقضاء للنظر فيها طبقا لاختصاصه المكفول له بالدستور".
والأربعاء، أعلنت "تنسيقية الهياكل القضائية"، تدهور الوضع الصحي لـ3 قضاة هم حمادي الرحماني ورمزي بحرية ومحمد الطاهر الكنزاري، جراء إضرابهم عن الطعام منذ 22 يونيو، احتجاجا على إعفائهم، عبر المرسوم الرئاسي.
ولم يصدر تعليق فوري من السلطات التونسية حول مطالب الجمعيات الثلاث، إلا أنها عادة ما تؤكد التزامها باستقلالية القضاء.
يأتي هذا في ظل أزمة سياسية حادة تعانيها تونس منذ 25 يوليو/تموز 2021، حين بدأ سعيد فرض إجراءات استثنائية، منها إقالة الحكومة وتعيين أخرى، وحل البرلمان ومجلس القضاء، وإصدار تشريعات بمراسيم قضائية.
وتعتبر قوى تونسية هذه الإجراءات "انقلاباً على الدستور"، بينما ترى فيها قوى أخرى "تصحيحاً لمسار ثورة 2011".