سن الطفولة يبدا منذ الولادة وحتى سن الثانية عشرة ، وهذه المرحلة العمرية الحساسة هي من اخطر المراحل التي يمر بها الانسان ، إذ يتم فيها بناء العقل وغرسه بالافكار والمعتقدات والمباديء التي ستُبنى عليها شخصيته وصقلها وتتشكل فيها أساسات المراحل العمرية القادمة وهذا ما يؤكده حديث رسول الله عليه افضل الصلاة والتسليم (كُلّ موْلودٍ يُولدُ على الفِطرَة فأبواه يُهَوِّدانه أو يُنصِّرانه أو يُمجسّانه) رواه البخاري
ويقول ابن كثير رحمه الله: "فإنه تعالى فطر خلقه على معرفته وتوحيده لا إله غيره "
كل مولود يولد على الفطرة الصافيه النقية الغير مشوبه بشيء ، ويكون عقله مهيأ طوعا لقبول الحق ومعرفة الله تعالى ، و بتعريضه لمؤثرات خارجبة فانه سسيتبنى الافكار ويتبع المعتقد الذي يُملى عليه .
منذ نشأة الخليقة على الارض ظهرت الصراعات بانواعها بين البشر كلا يسعى للهيمنة والسيطرة للحفاظ على المصالح وفرض السطوة ، ومع تطور المجتمعات نشأت الاحزاب والحركات والتيارات والمنظمات والنوادي والجمعيات وانزل الله تعالى الشرائع والدين ، وابتدع الفلاسفة والمفكرين مايعتقدون انه ديانات فتعددت وكان لكل منها فكرا وضعه منظروا هذه السلسلة من التجمعات البشرية فتعددت انواع الصراع وسعى كل مجتمع الى نشر فكره بين طبقات المجتمع سعيا للسيطرة فكان قطاع الطفل اهم غاية لهم ، وتسابقوا للفوز باكبر كم ممكن من قطاع الطفولة ، وتعددت الطرق لانهم تيقنوا ان الطفل هو الاساس لبناء جيل كامل يتبع اهوائهم ويحقق غاياتهم ايا كانت توجهاتها ، فمن السهل عليهم بناء عقل طفل من الاساس عوضا عن تغير واعادة بناء من وصل مرحلة النضوج ، فكان عليهم توفير البيئة المستقطبة للاطفال مستخدمين وسائل متعددة فعملوا على تاسيس مجتمعات خاصة بهم تحت اسماء مختلفة مثل الجمعيات والمراكز والمنظمات والحركات والبعثات وغيرها ترفع شعارات متعددة تعني با الاطفال من خلال تشجيعهم واسرهم مثل الحقوق والتعليم والصحة و العناية والترفيه للاطفال وغيرها الكثير وغايتهم اغواء واستقطاب الاطفال لمجتمعهم تمهيدا لاغتيال طفولتهم .
فتجدهم دقيقون جدا بالتعامل مع الاطفال وذويهم من اجل إنشاء جيل يخدم مصالحهم ، إن جميع هذه التجمعات وايا كان مسماها او جنسيتها ترتدي ثوب الاصلاح و تدعوا اليه في ظاهرها لكنها تخفي منهجا وضعه منظروها سرعان ما ينشا الطفل عليه ويتبنى تنفيذه ايا كان بمجرد وصوله لمرحلة النضوج بعدها يكون من الصعب اصلاح العقل ان اكتسب منهجا متطرفا او غير ذلك ، الا من رحم ربي منهم فقد تكون غاياتهم اصلاحية مالم يرتبطوا باي مؤثر خارجي
لنحيا بسلام ... رب اجعل هذا البلد آمنا
سامح الدويري