زاد الاردن الاخباري -
كلما سمعت سابقا شيئا عن الفساد والمفسدين الذين يعيثون فسادا في أرض الكويت كنت أقول في نفسي ( الديره ما لها صاحب ) ، وكنت اعلم بأن عدم الوفاء بعهد جدة ( بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية في حال تحرير الكويت ) قد أثر سلبا على الأحوال الروحية والفكرية والعقلية والنفسية للكويتيين - إلا من رحم الله - حيث تحققت إرادة وعقوبة الله عز وجل ( يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ ) وهي أحد أهم أسباب الفساد، وكما أوضحت في عدة مقالات، فرؤيتي تلك كانت تمثل ربط واقعنا وما يحدث بنا بالقرآن والذكر الحكيم .
( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ ۖ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا (34) ) الإسراء .
ولقد أوضحت أيضا - في بعض المقالات - بأن الزلزال الذي أصاب الكويت في حقيقته زلزال تذكير من الله عز وجل بالعهد، حيث توقعت بأن العقوبة ستتطور إلى ( يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ) في حال استمرار التجاهل لعهد جدة، فما أتانا من تحت أرجلنا هو زلزال بصورة خفيفة في حقيقته تذكير بالعهد .( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37) ) ق .
نحن متفائلون بالروح الإصلاحية التي هبت مع العهد الجديد، والتي يحملها ربابنة السفينة الكويتية وهما سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الصباح وولي عهده الأمين سمو الشيخ مشعل الأحمد الصباح حفظهما الله وسدد خطاهم، فأول الغيث قطرة ( وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) ) هود، حيث اتخذت إجراءات صادقة جادة وعملية في اتجاه الإصلاح ومكافحة الفساد .
وحتى تكون ( #الكويت_بأمان وحتى تتحقق المصالح العليا للبلاد والعباد ) يجب أن يكون هناك عمل صادق وجاد باتجاه الوفاء بعهد جدة، وهو تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، وأول مظاهر التطبيق الصادقة الجادة هي العمل على تغيير فلسفة التربية والتعليم الغربية التي يفرضها البنك الدولي إلى فلسفة إسلامية بمناهج وأهداف تراعي فطرة الإنسان وتحقق الأمن الروحي والفكري والنفسي للدارسين مما يجعلهم يدركون حقائق الأشياء .
وفي جانب الإعلام يجب أن يكون هناك برامج ونشاطات ومنتجات فنية تهيّئ المجتمع للدخول في طور جديد من أطوار الحياة، وهو طور تكون فيه الشريعة الإسلامية هي الشريعة المهيمنة على حياة المسلمين بدلا من هيمنة الشياطين التي سادت بسبب تجاهل منهج رب العالمين والتعامي عن الذكر الحكيم، فالمجتمع الذي لا يهيمن عليه الشرع تهيمن عليه الشياطين بقبضة محكمة قاسية، ولكن المشكلة ستكون بذهاب وعي وشعور من هيمنت عليهم الشياطين وذلك كعقوبة ربانية شديدة لا يشعر بها من نزلت به .
(وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) ) الزخرف
( يَعْشُ ) أي يعرض ويصد، قال ابن عباس : ( وَمَن يَعْشُ )، يقال عشى يعشى عشا إذا عمي فهو أعشى يتغافل ويتعامى ( ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ ) أي القرآن الكريم
فعلينا أن نجعل أفقنا الفكرية أفقا فسيحة ورحبة وعلينا أن نرفع من سقف طموحنا ولا نكتفي بأن تكون الكويت خالية من بعض مظاهر الفساد الظاهر والخفي، بل كويتا حرة ومتحررة من الأغلال والقيود ومن هيمنة الشياطين، فالكويت لن تكون خالية من الفساد إلا إذا تحررنا من قبضة وهيمنة الشياطين وتمسكنا بمنهج رب العالمين .
فها هي يد القدرة الربانية تعيد ترتيب العالم من حولنا وتخلق لنا وضعا سياسيا جديدا يمكننا من الحركة والإفلات من قبضة إبليس القاسية المحكمة، والأمر لا يقتصر على الكويت بل علينا أن نعمل من الكويت حتى يكون #العالم_بأمان من خلال إظهار ونشر وتجسيد الأفكار التي تحقق للناس - لو عملوا بها وقاموا بتطبيقها - أمنهم الفكري والروحي والنفسي والمادي مما يجعلهم يدركون حقائق الأشياء وبالتالي يتحقق الأمن الحقيقي المثال، فهذا ما يجب أن يكون عليه طموح من يثق بالله عز وجل ثقة مطلقة وهو يعبد المهيمن العزيز الجبار العلي القدير والحاكم المطلق للوجود القائم جل شأنه .
إن الأمن الحقيقي المثال المنشود لا يحققه إلا الرب المعبود، قال تعالى ( وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) الأنعام .
لقد أوضحت في عدة مقالات أن الأمن الحقيقي المثال لا يتحقق للكفار والمشركين والمنافقين الذين تتسلط عليهم الشياطين، ففقدان الأمن الروحي يليه فقدان الأمن الفكري ويليه فقدان الأمن الحقيقي المثال، فإذا تحقق فذلك يعني بأن العقول أصبحت عقولا نيرة راشدة رشيدة يتمتع أصحابها بأعلى درجات الوعي والإدراك، وهذا ما يفقده الفاسدون والمفسدون في الأرض .
( … رَبَّنَآ ءَاتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ) ( 10) ) الكهف
( إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88)) هود،
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه .
#الكويت_بأمان
#العالم_بأمان
المفكر الإسلامي/ محمد عبد المحسن العلي-الكويت