زاد الاردن الاخباري -
اتهمت جبهة البوليساريو المغرب بعرقلة زيارة المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا للصحراء الغربية المتنازع عليها، داعية الأمم المتحدة إلى الكشف عن أسباب ذلك.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك قد قال، الجمعة الماضية، إن دي ميستورا سيجري "مرحلة جديدة من الزيارات" لجميع الأطراف المعنية في المنطقة "في الأيام المقبلة"، بدءا من العاصمة المغربية الرباط، السبت.
والاثنين، قال دوجاريك في مذكرة لمراسلي الأمم المتحدة إن دي ميستورا "قرر عدم المضي قدما في زيارة الصحراء الغربية خلال هذه الرحلة، لكنه يتطلع إلى القيام بذلك خلال زياراته المقبلة إلى المنطقة".
ولم يصدر أي توضيح حول سبب ذلك، لكن مصادر مقربة من الملف، نقلت عنها وكالة فرانس برس، قالت إن السلطات المغربية سبق أن أعربت عن تحفظاتها حول زيارته المنطقة المتنازع عليها، أثناء زيارة سابقة في يناير.
وأعربت جبهة البوليساريو، الاثنين، عن "أسفها الشديد" لذلك، متهمة الرباط "بمنعه من أن يشاهد بأم العين الوضع على الأرض في الأراضي الصحراوية المحتلة".
ورد ممثل جبهة البوليساريو في الأمم المتحدة سيدي عمر، في بيان حصلت عليه وكالة أسوشيتدبرس، الثلاثاء، قائلا إن الجبهة "تعرب عن أسفها الشديد" لأن المغرب "لجأ مرة أخرى إلى أساليب العرقلة والتأجيل لمنع المبعوث الأممي ... من إجراء زيارته الأولى إلى المنطقة".
ويقترح المغرب، الذي يسيطر على نحو 80 في المئة من المنطقة المتنازع عليها، التفاوض حصريا حول مقترح لمنحها حكما ذاتيا تحت سيادته، مشترطا حضور الجزائر باعتبارها "طرفا في النزاع".
في حين سبق للأخيرة أن أعلنت رفضها العودة إلى طاولة المحادثات، داعية إلى مفاوضات ثنائية بين المغرب والبوليساريو.
أما جبهة بوليساريو فتدعو إلى إجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة، كان تقرر عند توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين المملكة والجبهة في سبتمبر 1991.
وقال عمر، في البيان، إن عرقلة المغرب لزيارة دي ميستورا "تظهر بما لا يدع مجالا للشك أن الدولة المحتلة ليس لديها إرادة سياسية للمشاركة بشكل بناء في عملية السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة في الصحراء الغربية".
وردا على ذلك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة: "لم توصف هذه الزيارة بالإقليمية"، مضيفا أن المبعوث الأممي أوضح أنه "ستكون هناك، في الوقت المناسب، زيارات لأطراف أخرى".
ووصف دوجاريك اللقاء بين ستافان دي ميستورا ووزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الثلاثاء، بأنه كان "مفيدا". وأضاف أن "في سياق العملية السياسية الخاصة بالصحراء الغربية، يعتزم المبعوث الشخصي القيام بزيارات أخرى إلى المنطقة بهدف دفع هذه العملية إلى الأمام".
وقد أكد المغرب للمبعوث الأممي تمسكه باستئناف المفاوضات من أجل حل سياسي للنزاع، في إطار "وحدته الترابية"، وفق ما أعلنت الخارجية المغربية في بيان.
وأفاد البيان أن بوريطة أكد خلال مباحثات مع دي ميستورا بالرباط على "ثوابت موقف المغرب ... من أجل حل سياسي، قائم بشكل حصري على المبادرة المغربية للحكم الذاتي، في إطار السيادة الوطنية والوحدة الترابية للمملكة".
وجدد الوفد المغربي الذي ضم أيضا سفير الرباط في الأمم المتحدة عمر هلال "التشبث بالمسلسل السياسي للموائد المستديرة"، التي يفترض أن تجمعه بكل من جبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا، تحت رعاية الأمم المتحدة.