أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
هل ينقل لقاء فلسطين والعراق الى الاردن ؟ آل خطاب: التنبؤات الفصلية تشير لانخفاض معدلات الهطولات على الاردن العثور على سيارة الحاخام المفقود في الإمارات وشبهات حول مقتله الاردن .. طلب ضعيف على الذهب وسط ترقب الأسعار %17 انخفاض إنفاق الزوار الدوليين للاردن في 10 أشهر الاردن .. 3 طلبات تصل لمروج مخدرات اثناء وجوده في قسم المكافحة التوجيهي المحوسب .. أسئلة برسم الاجابة إقرار نظام الصُّندوق الهندسي للتَّدريب لسنة 2024 الموافقة على مذكرتي تفاهم بين السياحة الأردنية وأثيوبيَّا وأذربيجان وزير الدفاع الإسرائيلي لنظيره الأميركي: سنواصل التحرك بحزم ضد حزب الله تعديل أسس حفر الآبار الجوفيّة المالحة في وادي الأردن اختتام منافسات الجولة السابعة من دوري الدرجة الأولى للسيدات لكرة القدم ما هي تفاصيل قرار إعفاء السيارات الكهربائية بنسبة 50% من الضريبة الخاصة؟ "غرب آسيا لكرة القدم" و"الجيل المبهر " توقعان اتفاقية تفاهم عجلون: استكمال خطط التعامل مع الظروف الجوية خلال الشتاء "الأغذية العالمي" يؤكد حاجته لتمويل بقيمة 16.9 مليار دولار مستوطنون يعتدون على فلسطينيين جنوب الخليل أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد أبو صعيليك : انتقل دور (الخدمة العامة) من التعيين إلى الرقابة أكسيوس: ترمب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث الأمن وسلامة الحياة

الأمن وسلامة الحياة

06-07-2022 09:48 AM

زاد الاردن الاخباري -

إن الأمن الحقيقي المنشود بصورته المثالية لا يحققه إلا الرب المعبود، قال تعالى ( وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا ۚ فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) الأنعام .
لقد جاء في كتب التفاسير ما يلي : ( ( لهم الأمن ) من ضلال الشيطان وفساده وذلَّه وضنكِه، ومن سوء الخاتمة وعذاب القبر وعذاب يوم القيامة ونار الله الحامية )

لقد أوضحت في عدة مقالات أن الأمن الحقيقي المنشود في الحياة الدنيا بصورته المثالية لا يتحقق للكفار والمشركين والمنافقين الذين تتسلط عليهم الشياطين وتسكن في قلوبهم، ففقدان ( الأمن الروحي ) بتسلط الشياطين يترتب عليه فقدان ( الأمن الفكري ) الذي يترتب عليه فقدان الأمن الحقيقي المنشود بصورته المثالية، فإذا تحقق الأمن بصورته المثالية فذلك يعني بأن العقول أصبحت عقولا سليمة الموازين عقولا نيرة راشدة رشيدة يتمتع أصحابها بأعلى درجات الوعي والإدراك، وهذا ما يفتقد إليه الفاسدون والمفسدون في الأرض .

قال تعالى ( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (99) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ (100)) النحل . به مشركون أي بالله مشركون .
والمشرك بالله هو من يجعل الشريك أو الند مع الله جل وعلا شريكا في الربوبية أو في العبادة أو في الأسماء والصفات، أو يقوم بإشراك الأفكار والمفاهيم والتصورات الخاطئة والفاسدة بأفكار الرسالة للطواف حولها، والشرك ظلم عظيم . ( وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم (13) لقمان
وكذلك الكفار والمنافقون من الذين يتولونه ولا يوالون الله عز وجل وأفكار الرسالة.


قال تعالى ( قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (39) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (40) قَالَ هَٰذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ (41) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)) الحجر .

( إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ ) أي اتبع خطوات الشيطان التي نهى الله عن اتباعها ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ …(21) ) النور، وللشيطان خطوات في جميع مجالات الحياة، كالمجال الديني والفكري والثقافي والسياسي والتربوي والتعليمي والاقتصادي والإعلامي… إلخ .

إذن إذا أردنا أن نحقق سلامة الحياة ونجعلها حياة خالية من الفساد والإفساد يجب أن نحقق سلامة العقول أو سلامة موازين العقول أولا، تلك الموازين التي تفسد وتختل بعد تسلط الشياطين، أي بعد فقدان الأمن الروحي الذي يترتب عليه فقدان الأمن الفكري، ونسبة الفقد تختلف بين إنسان وآخر، فمثلما الإيمان يزيد وينقص كذلك نسبة فقدان الأمن الفكري تزيد وتنقص بحسب ما نقص من الإيمان وبحسب التقصير في تطبيقات الإيمان الصحيحة، فالفاسدون والمفسدون في الأرض نسبة الفقد للأمن الفكري عندهم نسبة عالية جدا جعلتهم يهددون سلامة الحياة .

وبناء على ما تقدم يتضح لنا ما يجب أن يكون له الأولوية إذا ما أردنا ( تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية أو تطبيق المنهج الرباني )، فالأولوية يجب أن تكون لرفع نسبة الوعي والإدراك وإنقاص نسبة الفقد للأمن الفكري حتى تكون الأمور واضحة المعالم لدى الناس الذين يراد أن تطبق عليهم أحكام الشريعة أو يطبق عليهم المنهج بما في ذلك أيضا العقوبات والحدود، أي يجب أن يتوفر للناس كل من العلم والمعرفة اللازمين للسنن والقوانين التي تدور حولها أفكار الرسالة كما يجب أن يجعلوا حركتهم في الحياة متوافقة معهما، كما عليهم - في نفس الوقت - تجنب التصادم معها حتى لا يفقدون أمنهم الروحي والفكري وحتى تتحقق سلامة الحياة، ( … وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبْعَثَ رَسُولًا (15) ) الإسراء .

فالحاكم المطلق للوجود القائم - عز وجل - قد وضع سننا وقوانينا حاكمة لا تتغير ولا تتبدل بتغير الزمن والأحوال المعيشية وبتطور وتغير الوسائل وبتغير الصور والأشكال للأشياء، فقدرات الشياطين لم تتغير وقد ازادت قدرة تأثيرها على الناس بعد وجود وسائل الإعلام والتواصل وبعض الصناعات والابتكارات الحديثة، فبسبب فقدان معظم الناس لأمنهم الروحي والفكري أصبحت مؤسسات التربية والتعليم والإعلام ووسائل التواصل وبعض الابتكارات تعمل لصالح تحقيق ما يهدف إليه إبليس وهو انحدار وفناء الجنس البشري، فالوعي المطلوب هو الوعي الذي يؤدي إلى ارتقاء وبقاء الجنس البشري ويحقق سلامة الحياة .

إذا تحقق الأمن الروحي للناس تحقق الأمن الفكري، وإذا تحقق الأمن الفكري لهم وتحقق وعيهم تحققت سلامة الحياة، فالأمن الحقيقي المنشود في الحياة الدنيا بصورته المثالية يتحقق إذا وصل المؤمنون إلى درجة ( … أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (22) ) المجادلة .
( أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ) هو الحال البديل عن ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) وهو الحال السائد بين المسلمين - إلا من رحم الله - وهو الحال الذي أوصلتهم إليه قوى التخلف والانحطاط بسبب استخفافها بمنهج رب العالمين والتعامي والإعراض عن الذكر الحكيم .
المفكر الإسلامي / محمد عبد المحسن العلي - الكويت








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع