زاد الاردن الاخباري -
توصلت دراسة إلى أن كبار السن، الذين لا يستطيعون التوازن على قدم واحدة لمدة عشر ثوانٍ يكون لديهم خطر الموت بنسبة 84٪ أعلى من أولئك الذين يستطيعون ذلك.
لا يتم تقييم التوازن غالبًا أثناء الفحوصات الطبية المنتظمة لكبار السن، ولكن تشير دراسة، نُشرت مؤخرًا في الدورية البريطانية للطب الرياضي، إلى أنه يجب تضمنيه بشكل روتيني، إذ اكتشف فريق باحثين دولي أن البالغين، الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و75 عامًا، والذين لم يتمكنوا من التوازن على قدم واحدة لمدة عشر ثوانٍ لديهم خطر وفاة أعلى بنسبة 84% من أقرانهم الذين يمكنهم أداء الاختبار بنجاح، حتى بعد تعديل مؤشر العمر والجنس وكتلة الجسم، والأمراض المصاحبة مثل أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري، وفق ما ورد في موقع (العربية نت).
شارك ما يزيد قليلاً عن 1700 من البالغين البرازيليين في الدراسة كجزء من مجموعة من التمارين طويلة الأمد. خضع كل موضوع لفحص جسدي معياري إلى حد ما، مع إضافة اختبار توازن بدائي للغاية. طُلب من كل مشارك الوقوف حافي القدمين على منصة مسطحة وذراعيه مضمومين إلى جانبه وبصره ثابتًا متطلعًا إلى الأمام.
ثم تم منح المشاركين ثلاث محاولات لتحقيق التوازن على قدم من اختيارهم لمدة عشر ثوانٍ على الأقل. وقف طبيب أو ممرض مساعد على مقربة لتثبيت الموضوع في حالة بدء السقوط.
وبعد اجراء الاختبار، تابع الباحثون الموضوعات على مدى سبع سنوات في المتوسط. وتوصل الباحثون إلى أن قدرة الأشخاص على إكمال اختبار التوازن تتضاءل بسرعة بعد سن الستين.
في حين أن ما يقرب من 95٪ من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 51 و55 عامًا يمكن أن يتوازنوا على ساق واحدة لمدة عشر ثوانٍ، فإن 82% فقط ممن تتراوح أعمارهم بين 61 و65 عامًا يمكنهم ذلك. تمكن 46% فقط من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 71 و75 عامًا من إكمال الاختبار.
وجد الباحثون أنه بالنظر إلى أن كبار السن كانوا أكثر عرضة للفشل في الاختبار، فليس من المستغرب أن يكون السقوط مرتبطًا بارتفاع احتمالية الوفاة - وهو احتمال أكبر بخمس مرات تقريبًا.
ولكن عند مطابقة الأشخاص على أساس العمر واستبعاد المتغيرات المربكة مثل السمنة والمشكلات الصحية الأخرى، فإن النتيجة لا تزال قوية. تم ربط الفشل في التوازن على ساق واحدة لمدة عشر ثوانٍ بزيادة خطر الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب بنسبة 84%.
سبق أن تم استخدام اختبارات جسدية أخرى مماثلة لتحديد كبار السن الأكثر عرضة لخطر الوفاة. على سبيل المثال، تُظهر الدراسات باستمرار أن كبار السن الذين يتمتعون بأكبر قدر من قوة قبضة اليد، والتي تستخدم كوسيلة لقياس القوة البدنية الكلية، يعيشون لفترة أطول ويكون لديهم خطر أقل بكثير للوفاة من كبار السن الذين يعانون من ضعف قوة قبضة اليد.
تشير النتائج مجتمعة إلى أن اللياقة البدنية الفائقة في كبار السن تقدم فوائد تتجاوز مجرد صحة القلب والتمثيل الغذائي المُحسن، ويمكن أن تكون هناك فوائد بيولوجية أخرى.
إن التفسير الآخر، الذي قدمه الباحثون حول التفاوت في مخاطر الموت هو أن الأفراد الذين يتمتعون بتوازن أفضل ربما يكونون أقل عرضة للسقوط. وأشار الباحثون إلى أن "كل عام يموت ما يقدر بنحو 684000 فرد بسبب التعرض للسقوط على مستوى العالم. وحتى إذا لم يؤد السقوط مباشرة إلى الوفاة، فمن المؤكد أنه يمكن أن يؤدي إلى إعاقة جسدية أو معرفية، مما يمكن أن يقلل بشكل كبير من متوسط العمر المتوقع.
ولاحظ الباحثون أن اختبار التوازن كان آمنًا بشكل ملحوظ وحظي باستقبال جيد من قبل المشاركين، والأهم من ذلك أنه بسيط بحيث يمكن إدراجه في الممارسات الطبية الروتينية لأنه لا يستغرق أكثر من دقيقة أو دقيقتين لتطبيقه كجزء من الفحوصات البدنية المنتظمة.