أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الأردن يرحب بالتقدم في مفاوضات السلام بين أذربيجان وأرمينيا “الإعلامي الحكومي” في غزة: القطاع على أبواب مجاعة محققة 6 مترشحين لمركز نقيب الممرضين و44 للعضوية بتسيلم: إسرائيل شنت 69 غارة جوية على الضفة منذ 7 أكتوبر دمشق تحيي الذكرى الـ14 للاحتجاجات الشعبية بعد الإطاحة بالأسد الجعفري يتأهل إلى نهائي الدوري العالمي للكراتيه (جولة هانغتشو) 16 لاعبا ولاعبة يمثلون الأردن في بطولة آسيا للمصارعة 2025 قائمة أميركية لحظر السفر على عشرات الدول بينها عربية ارتفاع عدد النازحين من مخيمي نور شمس وطولكرم إلى أكثر من 24 ألفا منخفض جوي قوي متوقع على الأردن يرافقه أمطار ورياح شديدة لماذا قفزت أسعار الذهب إلى قمة قياسية تاريخية فوق 3000 دولار؟ الشرع يقرر صرف منحة مالية بمناسبة عيد الفطر لجميع العاملين والمتقاعدين الاتحاد الآسيوي يوافق على طلب استضافة الأردن للتصفيات الآسيوية للسيدات عواصف عنيفة وأعاصير تضرب الولايات المتحدة وتخلف دماراً وقتلى الضريبة: شراء السلع والخدمات بفواتير أصولية من نظام الفوترة اعتبارا من 1 نيسان الأردن .. محكمة التمييز تؤيد إلزام الحكومة بدفع 258 ألف دينار أجرة قطعة أرض في مخيم البقعة البكار: نعمل على توفير العمالة اللازمة لاستمرار الانتاج في المنشآت الصناعية التونسي اليعقوبي يبدأ عمله مدربا لفريق الوحدات 877 مليون دينار فائض الميزان التجاري للمملكة مع أميركا في 2024 كم ستصوم الاردن 29 أم 30 يومًا هذا العام؟ .. الجمعية الفلكية تجيب
اغتيال غسان غداً !!
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة اغتيال غسان غداً !!

اغتيال غسان غداً !!

07-07-2022 08:57 AM

دفع لي فايز محمود رواية «رجال في الشمس» قائلاً: «أنا ذاهبٌ إلى إربد للقاء يحيى يخلف، ومجموعة مثقفي إربد، اقرأ هذه الرواية يا محمد، ستحبّها».

قرأتُها خلال غيبة فايز في إربد.

قلت له: «غسان كنفاني هذا روائي حارّ يمسك القلب؟!».

بحثتُ عن كلّ ما له صلة بهذا الروائيّ، فلم يكن يدانيه عندي سوى فارس فارس، كاتب صحيفة الأنوار الأسبوعي، الذي اكتشفتُ لاحقاً أنَّه هو نفسه غسان كنفاني!

تتبعتُ غسان في ظلام هزيمة حزيران الدامس، وتبِعته، وجدته قائداً في الجبهة الشعبية، ووجدتُ اصدقائي محمود كساب وسمير إسحق ومحمود النجدي أعضاء فيها.

حملت نفسي إلى عمّان أبحثُ عن الجبهة. استقبلني في مكاتبها بجبل الأشرفية، وجهٌ باسِمٌ غايةٌ في البشاشة، حَيّيته وبادرته قائلاً: «أبحثُ عن غسان كنفاني، هل تعرفُ غسان كنفاني؟».

قال الرجل البشوش: «الرفيق غسان عاد إلى بيروت أمس بصحبة الحكيم».

قلت بتفجّع: للمرة الأولى أكون سيئ الحظ، جئتُ أقابل غساناً، وها قد فشل مسعايَ ولم يخفّف من خيبتي إلا دماثتك وتهذيبك ولطفك، مَنْ أنت؟

قال: أنا الرفيق أبو سمير، أنا حمدي مطر.

قلت: أنتَ إنسان طيّب، يجب أن أفاتحك يا أبا سمير، أريد أن أكونَ حيث يكون غسان كنفاني، في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

رحّب بي وبان فرحُهُ في عينيه الودودتين.

أخذتُ أتابع غسان في مجلة الهدف الأسبوعية، التي أصدرتها الجبهة بإشرافه عام 1969 من بيروت.

اغتال الموساد غساناً في بيروت في 8 تموز 1972 أي قبل 50 سنة.

كانت فجيعتي طاغيةً لا تُحتمَل، مُرّةً وهائلةً، خانقةً وكاتمةً، كأنّني في قبو مسدود لا أكسجينَ فيه، اكتسحني حزنٌ أسود، لقد انتزع الوحوش قطعةً من قلبي.

عندما أنجبت شقيقتي خديجة، زوجة محمود كساب في السابع عشر من أيلول عام 1975 نجلهما الأول، أسميناه غساناً.

خلال زيارتي إلى بيروت التي امتدّت أسبوعين في أواخر صيف عام 1974، جال بي ميشيل النمري على مناطق عديدة في بيروت، أوصلني حسب طلبي إلى مقبرة الشهداء الفلسطينيين، وقال: «أنتظرك في مكتب الجبهة الديمقراطية، في مكتب ناصر، عبدالحميد الشبيلات، يجب أن أكتبَ مقالتي لمجلة الحرية، هل تقرأونها في عمّان؟».

قلتُ: « أحصلُ عليها تهريباً من سالم النحاس، وعبلة أبو علبة، وتيسير الزبري مرة أو مرتين في الشهر».

سألتُ حارس المقبرة عن قبر غسان كنفاني فدلّني. كانت صورته مركونةً على شاهدة اللحد، يُحيط بها إطارٌ خشبيّ أبيض عريض، يمسك زجاج الصورة، يلتف حوله طوق ساتان أسود متهدل، بادرتُ إلى شدّه وترتيبه، كان التشقّقُ قد أخذ يدبّ في الإطار، وبالقرب من الشاهد كان إكليل ورد آيل إلى الذبول،

ها هو ذا صديقي غسان كنفاني، الذي لم أتمكن من الالتقاء به، يطلُّ عليَّ وسيماً باسماً واثقاً طيّباً.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع