تعرف الدبلوماسية بأنها( علم وفن) ، (علم) لأنها تتطلب في العضو الدبلوماسي إتساع الثقافة والإحاطة بالعلوم المختلفة، وبالمتغيرات الدولية، وبالقانون الدولي وغيره… أما الدبلوماسية (فن) ، فإنها تعتمد على المواهب الشخصية والقدرات على الاتصال بالآخرين، وعلى كسب الصداقات، وعلى استخدام القواعد الدبلوماسية بحذق ولباقة، علاوة على الصفات الشخصية الأخرى التي يحتاجها العمل الدبلوماسي ومنها الإلمام بقواعد السلوك الدبلوماسي التي تتكون من المراسم (البروتوكول)، وآداب اللياقة (الإتيكيت)، والمجاملة.
أصبحت المراسم من المميزات الإستراتيجية المهمة في مجالات الأعمال العالمية والمجالات العسكرية والدبلوماسية اليوم؛ فهي ترشدنا إلي كيفية التصرف اجتماعيًا وكيفية إنجاز الأعمال والتصرف في مواقف معينة. وعلى مستوى الأفراد، فإن امتلاك المهارات المهنية والفنية اللازمة يعتبر ذو أهمية قصوى خاصة في تنسيق الفعاليات التي تتضمن اعتبارات اجتماعية ودولية وسياسية. وعلى مستوى المؤسسات، فإن تواجد موظفين بمؤهلات معتمدة في مجال ( المراسم ) يمكّن المؤسسة من إكتساب ميزة تنافسية ومتابعة الحفاظ عليها.
جاءت هذه التسمية من الفعل Diplom ، وتعني الوثيقة التي تصدر عن أصحاب السلطة والقادة السياسيين، لكنَّ الأصل يعود إلى اللغة اللاتينيَّة، حيث تعني كلمة "دبلو" مطوية، واللاحقة maتعني شيء، ومن هنا أُخذ المصطلح، ومن هنا يتضح معنى الدبلوماسيَّة؛ وتعني الوثيقة المطويَّة؛ أي المستندات السريَّة التي مُنحت للشخص الذي سينقل الوثيقة بين الملوك، وهكذا أصبحت الدبلوماسية لاحقاً مرتبطة بالعلاقات الدولية.
وتعرِّف، بأنَّها عبارة عن استخدام الحيل بدهاء في العلاقات الدولية بين الحكومات والدول المستقلة، وهي أيظاً (فن) إدارة العلاقات بين الدول عن طريق أشخاص تمنحهم الحكومة امتيازات خاصة، هم الدبلوماسيين.
الحوار والمفاوضات الدولية ، أما المفاوضات الدولية تجري بين المبعوثين المعتمدين عن الدولة المرسلة والذين يطلق عليهم دبلوماسيين من جهة، وبين القادة السياسيين للدولة الأخرى من جهة ثانية.
وعلى عكس السياسات الخارجية فإن اجتماعات المبعوثين الدبلوماسين تتم بسرية تامة، ولا يُعلن عنها إلا بعد التوصل للنتائج المرجوة.
غالباً ما يتم الخلط بين الدبلوماسية والسياسة الخارجية، لكنهما مختلفان تماماً، حيث تعتبر الدبلوماسية أداة رئيسية من أدوات السياسة الخارجية لكنها بالطبع ليست الوحيدة.
يضع القادة السياسيون الخطة الاستراتيجية للسياسة الخارجية ويحددون التكتيكات العامة، ويوظف القادة لديهم عملاء سريين أو دبلوماسيين لتنفيذ هذه الخطط.
حيث أن الغرض من السياسة الخارجية هو تعزيز مصالح الدولة بكافة المجالات جغرافياً وتاريخياً واقتصادياً، وهدفها حماية الأمن الوطني والحفاظ على السلامة الإقليمية والسياسية والاقتصادية للبلاد .
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي