زاد الاردن الاخباري -
الطريق الوحيد المتاح امام الرئيس السريلانكي غوتابايا راجابكسا الذي يواجه انتفاضه شعبية للفرار خارج البلاد هو استخدام سلطاته العسكرية كونه القائد العام اللقوات المسلحة، وجلب سفينة تبحر فيه الى خارج البلاد، بعد ان منعه موظفو الهجرة من المغادرة عبر مطار كولومبو
موظفو الهجرة يهينون الرئيس
ويسعى الرئيس السريلانكي غوتابايا راجابكسا الذي تعهد الاستقالة عقب احتجاجات شعبية إلى مغادرة البلاد بحراً، يوم الثلاثاء، بعد مواجهة مهينة مع موظفي ادارة الهجرة حيث طلبو منه العودة الى البلاد ورفضوا السماح له بالفرار، وذلك على الرغم من انه الرئيس الرسمي للبلاد ويتمتع بالحصانة الرئاسية حيث سيستغلها للبحث عن منفى في الخارج.
الفرار في قارب عسكري
ويبحث مستشارو راجابكسا سبل فرار الرئيس ومرافقيه على متن قارب دورية، حيث ان راجابكسا الذي لا يزال القائد الأعلى للقوات المسلحة يتمتع بامكانية استخدام وسائط عسكرية، وتؤكد ان الرئيس المطارد بعد اقتحام قصره استخدم سفينة تابعة للبحرية لنقله السبت من القصر الرئاسي إلى قاعدة كاتوناياكي، في شمال شرق البلاد قبل ان يتوجه إلى مطار كولومبو الدولي على متن مروحية امس الإثنين.
وترك الرئيس السريلانكي في القصر حقيبة مليئة بالوثائق و 17,85 مليون روبية (49 ألف يورو) نقدًا، تم تسليمها للمحكمة.
الوجهة الى المالديف او دبي
وقال مسؤول في وزارة الدفاع إن “الخيار الأفضل الآن هو الخروج عن طريق البحر” مضيفاً “يمكنه الذهاب إلى جزر المالديف أو الهند والتوجه منها جواً إلى دبي”.
وفي وقت سابق من اليوم، رفض مسؤولو الهجرة دخول راجابكسا إلى صالة كبار الشخصيات لختم جواز سفره عندما أراد رئيس الدولة تجنب المرافق العامة خشية رد فعل السكان.
الرئيس عين شقيقه وزيرا للمالية
وفوت شقيقه الأصغر باسل الذي استقال من منصب وزير المالية في أبريل/نيسان رحلة جوية متجهة إلى دبي، بعد مواجهة مماثلة مع الهجرة.
حاول باسل استخدام خدمة مدفوعة الأجر لحمل الحقائب مخصصة للمسافرين من رجال الأعمال، لكن موظفي المطار والهجرة أعلنوا إيقاف هذه الخدمة السريعة بأثر فوري.
كان من المقرر أن يتقدم باسل الذي يحمل الجنسية الأمريكية أيضًا، بطلب للحصول على جواز سفر جديد بعد أن ترك جواز سفره في القصر الرئاسي عند فرار عائلة راجابكسا السبت اثر هجوم آلاف المحتجين
الرئيس السيرلانكي: سوء ادارة
ويتهم راجابكسا بسوء إدارة الاقتصاد إلى حد أن العملات الأجنبية نفدت من البلاد لتمويل حتى الواردات الأساسية، وهو أمر ترك السكان البالغ عددهم 22 مليون نسمة في وضع صعب للغاية. وتخلّفت سريلانكا عن سداد ديونها الأجنبية البالغ قدرها 51 مليار دولار في أبريل/نيسان وتجري محادثات مع صندوق النقد الدولي من أجل خطة إنقاذ محتملة.
واستهلكت سريلانكا تقريبا إمداداتها الشحيحة أساسا من البترول. وأمرت الحكومة بإغلاق المكاتب والمدارس غير الأساسية لتخفيف حركة السير وتوفير الوقود.
عائلة الرئيس تسيطر على البلاد
الرئيس السيرلانكي هو غوتابايا راجاباكسا، ينتمي إلى عائلة واحدة من الإخوة التي تهيمن على حكم البلاد على مدى سنوات.
فقد أصبح ماهيندا راجاباكسا بطلاً بين الأغلبية السنهالية في عام 2009، عندما هزمت حكومته المتمردين التاميل بعد سنوات من الحرب الأهلية المريرة والدموية. وشقيقه غوتابايا، الذي كان وزيراً للدفاع في ذلك الوقت، هو الرئيس الآن.
ودولة سريلانكا هي جزيرة قبالة جنوب الهند يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة. نالت استقلالها عن الحكم البريطاني في عام 1948. وتشكل ثلاث مجموعات عرقية - السنهاليون والتاميل والمسلمون.
هذا وأدت الأزمة الاقتصادية في الآونة الأخيرة إلى الغضب في الشوارع. كما أدى ارتفاع التضخم إلى نقص المعروض من بعض الأطعمة والأدوية والوقود، فضلا عن انقطاع التيار الكهربائي، ونزل الناس إلى الشوارع غاضبين، حيث حمل الكثيرون عائلة راجاباكسا وحكومتهم المسؤولية عن هذه الأزمة.