زاد الاردن الاخباري -
يقاتل المحاربون الشيشان بكثافة على الجهة الروسية من الجبهة في أوكرانيا، لكن آخرين منهم، ربما أقل حظا بالتغطية الإعلامية، انضموا إلى الأوكرانيين لمقاتلة عدوهم القديم، المشترك.
وفي منطقة خيرسون، شهدت صحيفة واشنطن بوست مشهدا غير عاديا وقت الحرب، هو حفل جمع عدة رجال بالزي العسكري، ولحى طويلة، يحملون أسلحة متنوعة، وهم ينفخون الشموع في كعكة عيد ميلاد، وعلى القرب منهم يتصاعد الدخان من شوي اللحم.
وتقول الصحيفة إن الحفل غير الاعتيادي، أقيم من قبل جنود جمهورية "إشكيريا الشيشانية" غير المعترف بها عالميا، لقائدهم، الذي حارب الروس مرة خلال اجتياحهم لبلده.
يعمل القائد، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، واستخدام رمز "ماخنو" الذي يعرف به عسكريا، في تقرير الصحيفة، في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كجزء من فصيلة استطلاع.
ويقول للصحيفة: "هناك عدد قليل جدا منا، لقد تم إجلاء شعبي وإبادته"، مضيفا "الروس يدمرون سكاننا كيف لا يمكننا محاربتهم؟"
ويعتقد المقاتلون الشيشان الذين يحاربون مع أوكرانيا إن أبناء بلدهم، الذين يحاربون مع موسكو، هم "خونة" لأنهم "انضموا إلى دولة قصفت بلداتنا ومدننا قبل عقود".
وضمن القوات الروسية توجد وحدة شيشانية تعرف باسم "قاديروفيت"، سميت تيمنا بالزعيم الشيشاني السابق، أحمد قاديروف، الذي غير موقفه من القتال ضد روسيا إلى الانضمام إليها في حملتها العسكرية الثانية في الشيشان، في الفترة 1999-2000.
وداخل الجيش الأوكراني هناك عدد غير معلن من الشيشان الذين يعتقدون أن معركة كييف، بدأت من وطنهم.
ولا يتردد ماخنو في قتل جنود وحدة "قاديروفيت"، حتى لو كانوا من الشيشان.
وقال: "بدؤوا في قتلنا أولا"، مضيفا "إنهم مجرد جنود روس الآن، لا يوجد فرق. لا علاقة لهم بنا".
ومن بين الجنود في الوحدة، أحفاد وأبناء لمقاتلين ضد الروس في حربين وحشيتين خاضوها للحصول على استقلال الشيشان، وهو ما لم يتحقق.
وتركت الهجمات الجوية الروسية على العاصمة غروزني قبل ربع قرن كل مبنى تقريبا في حالة خراب. ووصفتها الأمم المتحدة لاحقا بأنها "المدينة الأكثر دمارا على وجه الأرض".
ونصب بوتين، رمضان قاديروف، في عام 2007، ليقود الشيشان خلفا لوالده الذي تعرض إلى الاغتيال.
وأعادت موسكو فرض الحكم المباشر على الشيشان، في عام 2000، لكن الجنود الذين يقاتلون في أوكرانيا حاليا وآخرين لم يستسلموا. وعلى مدى سنوات، أداروا عمليات تمرد ضد القوات الشيشانية الموالية لروسيا.
رمضان قاديروف
يصف القائد الشيشاني الموالي لبوتين حرب موسكو في أوكرانيا بأنها "حرب مقدسة"، وهو نشط على مواقع التواصل الاجتماعي.
والخميس، نشر قاديروف فيديو على قناته على تلغرام يظهر استسلام الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلنيسكي، وصوره على أنه مدمن كوكايين اعترف بأنه غبي وتوسل إلى قديروف طلبا للرحمة.
لكن الفيديو بالطبع مزيف.
ولم يشارك المقاتلون الشيشان التابعون لقاديروف في القتال على الخطوط الأمامية، بدلا من ذلك أوكلوا غالبا بمهام أمنية في البلدات التي تم غزوها بالفعل.
ويعزو، مايكل ناكي، المحلل العسكري الروسي المستقل، في حديثه لواشنطن بوست" ذلك إلى أنهم "ليسوا مقاتلين حقيقيين"، مضيفا "الكثير من الناس أطلقوا عليهم اسم جيش تيك توك"، في إشارة إلى تصوير المجموعة لأنفسهم وهم يطلقون النار على ما يبدو أنه مبان شاغرة، مضيفا "إنهم موجودون لتخويف الناس".
ويقول مسؤولون أوكرانيون إن الشيشان مسؤولون عن بعض أسوأ الفظائع مثل قتل وتعذيب المدنيين في المناطق المحتلة في أنحاء منطقة كييف.
في الأيام الأخيرة، ادعى قاديروف مرارا وتكرارا إن له الفضل في الغزو "التاريخي" لمنطقة لوغانسك، مضيفا أنه "بالنسبة لنا نحن الشيشان على الأقل، لا تزال 'العملية الخاصة' بعيدة عن النهاية"، مستخدما الاسم الذي يفضله الكرملين لوصف الغزو.
وقال إنه يأمل بشدة أن يسمح بوتين لرجاله بمهاجمة كييف وإبادة الشيشان الذين يقاتلون على الجانب الأوكراني، الذين وصفهم بـ "الفئران" و "الإرهابيين المعترف بهم رسميا".
ويقال إن كتيبتين شيشانيتين تقاتلان إلى جانب أوكرانيا، هما كتيبة الشيخ منصور وكتيبة جوهر دوداييف - التي سميت على اسم القائدين الشيشانيين الأسطوريين اللذين قاوما الحكم الروسي.
وفي فبراير، أعلن قائد كتيبة جوهر دوداييف، آدم أوسماييف، في شريط فيديو أن مقاتليه ينضمون إلى الحرب ضد روسيا، وحث الأوكرانيين على عدم التفكير في مقاتلي قاديروف على أنهم شيشان.
وقال: "الشيشان الحقيقيون يقفون معكم وينزفون معكم كما فعلوا في السنوات الثماني الماضية" في إشارة إلى بدء العدوان الروسي في شرق أوكرانيا وغزو شبه جزيرة القرم عام 2014.
وفي عام 2012، اتهمت روسيا أوسماييف بالتآمر لاغتيال بوتين.
وكان أوسماييف وزوجته يقودان سيارتهما في كييف عندما تعرضا لكمين نصبه مسلحون عند معبر للسكك الحديدية في عام 2017، حيث قتلت زوجته.