زاد الاردن الاخباري -
يُحيي أهالي مدينة اللد بالداخل الفلسطيني المحتل ذكرى "مجزرة اللد" التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية في يوليو عام 1948، وراح ضحيتها 427 شهيدًا من أبناء المدينة.
وتعود أحداث المجزرة الإسرائيلية إلى تاريخ 11 يوليو 1948، حينما قامت وحدة كوماندوز بقيادة "موشيه ديان" باقتحام المدينة وقت المساء تحت وابل من القذائف المدفعية.
وأطلق الاحتلال على هذه المجزرة اسم "عملية داني"، وقامت قواته في حينه بالهجوم على مدينتي اللد والرملة الواقعتين في منتصف الطريق بين يافا والقدس.
وفي العاشر من يوليو في العام ذاته، عيَّن بن جوريون "إيغال آلون" قائدًا للهجوم على مدينتي اللد والرملة، و"يتسحاق رابين" نائبًا له، وأمر "ألون" بقصف المدينة من الجو، وكانت أول مدينة تهاجم على هذا النحو، وتبع القصف هجوما مباشرا على وسط المدينة.
تفاصيل المجزرة
احتمى رجال المدينة المتسلحين ببعض البنادق العتيقة بمسجد "دهمش" وسط المدينة، وبعد ساعات قليلة من القتال نفذت ذخيرتهم واضطروا للاستسلام، لكن القوات الإسرائيلية المهاجمة أبادتهم داخل المسجد المذكور.
سعى الاحتلال إلى عزل المدينتين عن أي مساعدة تأتي من الشرق، فتقدم إلى شرقي اللد والرملة لواءان؛ أحدهما من الجنوب، حيث دخل قرية عنّابة في الساعة الواحدة صباح العاشر من يوليو، ثم قرية "جمزو"، وثانيهما من تجاه "تل أبيب" في الشمال الغرب.
ونتج عن توجه اللواءين احتلال مطار اللد، وباحتلاله عُزلت سرية الجيش الأردني في الرملة والعباسية، واكتمل تطويق المدينتين وعزلهما، ولم يستطع المناضلون في القرى المذكورة ومطار اللد الصمود أمام الهجمات من قبل الدبابات والمدفعية المنسقة.
وتعرضت المدينتان أثناء ذلك لقصف جوي ثقيل وُجّه إلى مركز شرطة الرملة خاصةً، وقصف مدفعي شمل الأحياء الآهلة بالسكان.
استمر ضغط القوات الإسرائيلية على امتداد واجهة القتال، وركزوا هجومهم على مدينة اللد أولاً، فشنوا عند الظهر هجومًا قويًّا عليها من الناحية الشرقية عند قرية (دانيال)، ولكن مقاتلي المدينة استطاعوا أن يصدوا الهجوم بعد معركة دامت ساعة ونصف، خسر الإسرائيليين فيها 60 قتيلاً، فيما عاد المقاتلون وقد نَفِد عتادهم.
ثم شن الإسرائيليون هجومًا آخر بقوات أكبر تدعمها المدرعات، وتمكنوا في الساعة الرابعة عصرا تقريبًا من دخول اللد واحتلالها، وهم يطلقون النار على الأهالي دون تمييز.
نتج عن الهجوم الجوي والبري ارتقاء ما يزيد عن 426 شهيدًا من الرجال والنساء والأطفال.
كشف المزيد من المجازر
وذكر مراسل صحيفة "الهيرالد تريبيون" ويُدعى كينث بيلي الذي استطاع دخول مدينة اللد بعد المجزرة، أن موشيه ديان قاد طابورًا من سيارات الجيب التي تقل جنودًا مسلحين ببنادق ورشاشات وأطلق النار على كل شيء يتحرك، فيما تناثرت الجثث في الشوارع.
وأفاد الصحفي بيلي بأنه وفي اليوم التالي ألقوا القبض على كل من بلغ سن التجنيد الإجباري واعتقالهم في معتقلات خاصة، وفي اليوم التالي للمجزرة اقتحمت الجيبات الإسرائيلية البلدة وحددت أسماء طرق معينة للهجرة منها عبر مكبرات الصوت.
تهّجر على إثر المجزرة معظم أهالي مدينة اللد، في حين بقي ما يقارب (1000 نسمة) منهم بحسب شهادات البعض منهم جمعتهم القوات الإسرائيلية في حي ومنعتهم مغادرته.
وكتب المؤرخ وليد الخالدي في كتابه "كي لا ننسى شهادة عن مجزرة اللد" أنه وبعد 6 أيام من المجزرة وعند بئر الزئبق أمرت العصابات الصهيونية جمع ما تبقى من جثث الشهداء في ساحة المقبرة وحرقها.
وتعتبر هذه المجزرة ضمن سياسة التهجير الجماعي التي كان يتبعها الصهاينة في ترحيل وطرد الأهالي، ومنها مدينة اللد التي تم تهجير أهلها الأصليين بأمر من القائد الإسرائيلي آنذاك "ديفيد بن غوريون" الذي تولى فيما بعد منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وديان الذي أصبح وزيرًا للحرب بعد تنفيذه المجزرة.
وتأتي ذكرى المجزرة اليوم في وقت ما يزال فلسطينيو أراضي الـ 48 المحتلة يكتشفون المزيد من المقابر الجماعية، التي تكشف المزيد من المجازر الإسرائيلية التي ارتًكبت عام النكبة بحقهم.
ومؤخرًا تم الكشف عن مقبرة جماعية تحت محطة سيارات قبالة سواحل قيسارية بالداخل، تعود لشهداء فلسطينيين أبيدوا في مجزرة الطنطورة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق 200 فلسطيني بالداخل في مايو/ أيار عام 1948، وتم دفنهم جماعيًا.
كما تم الكشف يوم الجمعة الماضي عن وجود مقبرة جماعية لما لا يقل عن 20 جنديًا مصريًا تم أحراقهم ودفنهم أحياء على أيدي القوات الصهيونية، خلال حرب الأيام الستة.