بعيدا عن تفاصيل ما تحمله زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة من ملفات وقضايا، وحتى جدليات، إلاّ أن ما يمكن الاجماع عليه أنها تحمل أهمية كبرى أيّا كانت طيّات جدولها ورزنامتها، فهي الزيارة الأولى له للمنطقة منذ توليه الرئاسة، بطبيعة الحال سبقها زيارات إلى أوروبا أكثر من مرة، والتقى بقادتها وقادة مجموعة الدول السبع وحلف الناتو، اضافات للقاءات وزيارات متعددة تبعت الأزمة الروسية الأوكرانية، كما زار آسيا شملت كوريا الجنوبية واليابان.
واليوم الرئيس الأمريكي في المنقطة العربية، التي تشكّل ودون أدنى شك منطقة مهمة ليس فقط للولايات المتحدة الأمريكية إنما للدول الأوروبية والعالم بأسره، فهي المنطقة التي تضم دولا لها ثقلها السياسي والاقتصادي والأمني دوليا، سيما وأن ما نُشر عن برنامج الرئيس الأمريكي حتى الآن يشير لملفات هامة سيتم طرحها خلال زيارته التي يقرؤها المحللون بأنها تاريخية، وستكون عنوانا لمرحلة جديدة تحمل تفاصيل كثيرة ربما تغيّر من شكل ملفات وقضايا عديدة في المنطقة ولا نبالغ إن قلنا في العالم.
جلالة الملك عبدالله الثاني خلال مقابلته أخيرا مع «قناة سي إن بي سي الاقتصادية الأمريكية» وفي رد على سؤال حول زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى المنطقة بين (أن الزيارة قد تساهم بشكل إيجابي في النظر في كيفية تسريع المشاريع الإقليمية، وأن إحدى الرسائل التي من المتوقع أن يوجهها الرئيس للمنطقة هي «اعتمدوا على أوروبا والولايات المتحدة» وأن الغرب سينخرط بشكل فاعل في الإقليم)، ليضع جلالته الأمور في نصابها المنطقي والعملي، حيث يشارك جلالته في قمة الستة + ثلاثة، والتي تستضيفها المملكة العربية السعودية يوم السبت القادم السادس عشر من تموز الحالي، حيث يرتقب أن يحضرها إلى جانب الرئيس الأمريكي يرتقب قادة البحرين وسلطنة عمان والكويت وقطر والإمارات، والشقيقتين مصر والعراق.
ستكون الزيارة الأولى للرئيس بايدن للمنطقة والتي ستكون المملكة العربية السعودية محطتها الأساسية، حيث يجمع البيت السعودي الهام جدا للشعوب العربية، يجمع دول الخليج العربي وعواصم ثلاث دول تعدّ كلها ركيزة أساسية في صناعة القرار والموقف العربي، ومؤثّرة جدا في قطاعات متعددة عربيا ودوليا، هامة بحرفيّة المعنى، وستحمل الكثير من الايجابيات للمنطقة والعلاقات العربية الأمريكية وربما تعيد ترتيب الكثير من القضايا والملفات العالقة أو الجدلية، كما ستنعكس على قطاعات متعددة، وكما أشار جلالة الملك هناك رسائل سيوجهها الرئيس الأمريكي بأن «الغرب سينخرط بشكل فاعل في الإقليم».
كثيرة هي مستجدات المرحلة، وكما يصفها سياسيون شكّلت تغييرات أشبه بعاصفة عصفت بتفاصيل كثيرة وقطاعات متعددة ربما أبرزها الطاقة، وأسعار النفط، والجانب الأمني، الأمر الذي سيجعل من الزيارة هامة كونها حتما ستتضمن هذه الملفات وغيرها، التي سترسخ في مجملها المكانة الإقليمية والدولية للمملكة العربية السعودية وللدول التي ستشارك في قمة (6+3)، ودورها.