زاد الاردن الاخباري -
هذا السؤال من الطبيعي أن يدور في البال، ماذا تفتقده الأمة بشكل خاص ويفتقده الناس بشكل عام حتى يستلزم هدى من الله الهادي الودود ؟ .
إن الأمة تفتقد لنظام سياسي يتوافق مع الفطرة الإنسانية، نظام عادل، نظام يسهل حركة الناس وحياتهم ويلبي طلباتهم ويؤمن حقوقهم المشروعة وضرورات حياتهم الإنسانية، نظام يؤلف بين قلوب المسلمين ويوحِّد رؤيتهم وكلمتهم ويرص صفوفهم ويطلق قدراتهم، نظام يساوي بين الحاكم والمحكوم أمام القضاء، نظام يجعل غير المسلمين يعيشون تحت ظله وهم آمنين على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم ويكفل لهم حرية الاعتقاد والتفكير والبوح بالمشاعر والتصورات والتعبير، نظام يضع النساء في الأماكن المناسبة لخواصهن وقدراتهن ومهمتهن في الحياة، نظام تقام به الحجة على غير المسلمين بعد ما يشاهدون ويلمسون ما تم تجسيده من قيم وأفكار الرسالة
نظام يقدم ما عجزت عنه بقية الأنظمة السياسية، وهو التعامل مع الفتن التي ساقها إبليس - الاعور الدجال- على الناس، نظام يجعل الناس على بصيرة ويمكنهم من الاستفادة من قدراتهم العقلية والإدراكية والشعورية المعطلة، نظام يجنب الناس خطوات الشيطان في جميع مجالات الحياة ويبصرهم بها .
يسمع الناس عن حكومة العالم الخفية، ولكنهم لا يعلمون بقدراتها وبآلية عملها وبالتفاصيل الأخرى، فهذا ما سيَهْدي إليه محمد المهدي، فبعد نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ستبدأ مرحلة جديدة من المواجهة مع إبليس - الأعور الدجال - وأوليائه المقربين، وهي مرحلة تتطلب وجود رجل مهدي من الله (( وذي )) بصيرة نافذة وقدرات فكرية وروحية عالية جدا، ولكن بسبب عدم وضوح الرؤية عند المسلمين وبعد ما تشابهت عليهم الأمور، سيكون هناك معونة من الله عز وجل وتدخل إلهي - بشكل من الأشكال - سيؤدي إلى معرفة صاحبهم الذي ينتظرونه، لتبدأ الأمة مرحلة جديدة في حياتها، وهي مرحلة ( خلافة على منهاج النبوة ) التي بشر بها الرسول صلى الله عليه وسلم. انتهى
المفكر الإسلامي محمد عبد المحسن العلي- الكويت