كتب ماجد القرعان - عزز جلالة الملك في الكلمة التي القاها خلال قمة جدة مواقفه التاريخية الثابتة ورؤيته لمستقبل الإقليم ومصير القضية الفلسطينية بثلاث توكيدات تضاف الى اللاءات الثلاثة التي اطلقها خلال اجتماع عقده في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية عام 2019 ( كلا للتوطين، كلا للوطن البديل، والقدس خط أحمر ) حيث أكد جلالته في خطابه الجديد ان ( لا أمن ولا استقرار ولا ازدهار في المنطقة ) دون حل يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.
التوكيدات الثلاث بمثابة رد صاعق على المشككين بمواقف الأردن ورؤيته التي يدعمها لتنعم المنطقة كاملة بسلام يكفل لشعوب جميع دولها ان تنعم بأمن واستقرار حقيقين وليتشاركوا في تنميتها وازدهارها والذي من شأنه ان يوطد لشراكة بين دول المنطقة تحميها من أطماع خارجية .
خطاب الملك حمل دلالات عديدة وهي بمثابة رسالة الى العالم اجمع ان الأردن ما زال متمسكا بمواقفه وان للسلام مرتكزات يجب عدم الحياد عنها وأولها حل القضية الفلسطينية كما اقرتها الشرعية الدولية لينعم الشعب الفلسطيني بدولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وان يشمل التعاون الإقتصادي بين دول المنطقة أشقاءنا في السلطة الوطنية الفلسطينية.
كلام مسؤول امام قائد أعظم دولة في العالم يُعيدنا لنتذكر ما يدعو اليه جلالته دوما في المحافل الدولية حيث لا شيء يخفيه لا فوق الطاولة ولا تحت الطاولة .
جراءة الملك تعدت التأكيد على المواقف الثابتة وهو أمر غير مستغرب الى التغني بمواقف الأردن رغم شح موارده وامكانياته والذي تحمل بالنيابة عن المجتمع الدولي وما زال يتحمل تداعيات اللجوء السوري بتقديم شتى الخدمات الإنسانية والصحية والتعليمية لهم حيث ما زال يستضيف أكثر من مليون لاجىء فيما مساهمة المجتمع الدولي لم تتجاوز 10 % من الكلفة التقديرية لخطة الاستجابة الأردنية للأزمة السورية وما زال صامدا .
وزاد جلالته منبها للدور الأمني الذي يضطلع به الاردن والذي فيه حماية لدول المنطقة والمتمثل بمواجهته المخاطر الأمنية القائمة على حدودنا في مكافحة عمليات تهريب المخدرات والاسلحة والتي باتت تشكل خطرا كبيرا يداهم المنطقة بأسرها .
جلالته تحدث بمنتهى الشفافية كاشفا لزعماء الدول المشاركة في القمة دور الأردن والذي هو بمثابة عامود الإرتكاز الأمني للمنطقة اذا انهار لا سمح الله ستصبح المنطقة كاملة لقمة سائغة للارهاب والنزاعات الإقليمية والحروب الأهلية وللاطماع الخارجية لتتحول المنطقة الى اسوأ مما شهدته وما زالت تشهده العديد من دول العالم .
أما بالنسبة لمن اعتادوا التشكيك بمواقف الأردن فاقول لهم ( نقبكم طلع على شونة ) وسيبقى الأردن بشعبه شامخا مفاخرا العالم اجمع بقيادته الهاشمية ومواقفه التاريخية الثابتة لا تثنيهم أو تزعزعهم تخرصات الذين باعوا أنفسهم لمن يدفع اكثر على حساب كرامتهم وشرفهم .