أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إقرار نظام الصُّندوق الهندسي للتَّدريب لسنة 2024 الموافقة على مذكرتي تفاهم بين السياحة الأردنية وأثيوبيَّا وأذربيجان وزير الدفاع الإسرائيلي لنظيره الأميركي: سنواصل التحرك بحزم ضد حزب الله تعديل أسس حفر الآبار الجوفيّة المالحة في وادي الأردن اختتام منافسات الجولة السابعة من دوري الدرجة الأولى للسيدات لكرة القدم ما هي تفاصيل قرار إعفاء السيارات الكهربائية بنسبة 50% من الضريبة الخاصة؟ "غرب آسيا لكرة القدم" و"الجيل المبهر " توقعان اتفاقية تفاهم عجلون: استكمال خطط التعامل مع الظروف الجوية خلال الشتاء "الأغذية العالمي" يؤكد حاجته لتمويل بقيمة 16.9 مليار دولار مستوطنون يعتدون على فلسطينيين جنوب الخليل أمانة عمان تعلن حالة الطوارئ المتوسطة اعتبارا من صباح غد أبو صعيليك : انتقل دور (الخدمة العامة) من التعيين إلى الرقابة أكسيوس: ترمب فوجئ بوجود أسرى إسرائيليين أحياء ملامح إدارة ترامب الجديدة في البيت الأبيض البستنجي: قرار إعفاء السيارات الكهربائية حل جزء من مشكلة المركبات العالقة في المنطقة الحرة ارتفاع الشهداء الصحفيين في غزة إلى 189 بالتفاصيل .. اهم قرارات مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة اليوم الصحة اللبنانية: 24 شهيدا في غارات على البقاع الأردن .. السماح للمستثمرين في مشاريع البترول بتقديم عروض دون مذكرات تفاهم كولومبيا والنرويج يلتزمان باعتقال نتنياهو

الغربة في الوطن

17-07-2022 05:58 AM

لعل الغربة يتذوقها المغتربون عن أوطانهم، لكننا تذوقناها في وطننا، وربما هذه الغربة تتجاوز تلك التي يُفترض أن نعيشها لو هاجرنا، ولذلك تجد الكثير من الشباب في مجتمعنا لا يحلمون سوى بالهجرة وتذوق الاغتراب بكل ما يحمله من ألم وأمل، ذلك أنهم سئموا من العيش في وطن أصبحت فيه الحقوق بمثابة أحلام والأحلامُ مجردَ أوهام، وما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

"حب الوطن من الإيمان".. اعتدنا على سماع هذه المقولة، إنها تؤكد أن الحكومة تحاول جاهدة ترسيخ حب الوطن في قلوب الناس بأي طريقة ممكنة، ولهذه الغاية استخدمت كل الوسائل المتاحة، بما في ذلك الدين، نظراً إلى أن نقطة ضعف شعوبنا، مع الأسف هي الدين، إذ يكفي أن تستخدم الدين مع أي شخص لتستحوذ عليه، لأن هؤلاء البشر يثقون في الدين ثقة عمياء تمنعهم من التشكيك فيه. وقد تمكنت الحكومات من توجيه الناس إنطلاقا من نقطة ضعفهم، وجعلهم يغرقون في حبها دون مقابل.

من الواضح أن الحكومة عرفت الطريق إلى عقول الناس، فاستغلت كل المُمكنات، من مدارس ومساجد، من أجل أن تُرسّخ فيهم أن حب الوطن من الإيمان، نظراً لضعف إيمانهم. وهذا ما يجعلنا نرى هذا الكم الهائل من المهووسين بحب الدولة لا الوطن رغم أنهم يعيشون في فقر مُدقع وفي ظروف مزرية ، ومن هنا يتضح أن المشكل مرتبط بالعقليات، فعندما ترى أشخاصا يحبون وطنا لا يوفر لهم أبسط شروط العيش فمن الأكيد أن هناك خللا في هؤلاء الأشخاص، لأنهم لم يستطيعوا بعد الخروج من ذلك الجهل الذي تدفعهم إليه الحكومات في كل مرة وفي كل مكان.

هؤلاء الأشخاص الذين يُبدون رغبتهم في التضحية من أجل وطنهم، يفعلون ذلك لسببين؛ إنهم يحاولون الحصول على مُباركة الوطن بشيء رمزي، والسبب الثاني مُرتبط بذلك الخوف من "المخزن"، الذي يعشش فيهم منذ أزمنة غابرة، وأصبحت حقوق الإنسان في نظرهم مجرد كفر ورياء . إنهم لم يفهموا بعد ذلك التناقض الكامِن فيهم، إنه تناقض يصعب فهمه واحتواؤه؛ وينطبق الشيء نفسه على مسألة الدين، فتجدهم مُستعدين للدفاع عن دينهم، لكن في الوقت ذاته لا يُطبقون تعاليمه كما ينبغي، إذ يمارسون الدين بغير ما جاء فيه، ويمارسون النفاق على أنه أخلاق، ويستخدمون أنفسهم وكرامتهم ودينهم وأخلاقهم من أجل مصالحهم ومطامعهم. فظلوا لجهلهم جاهلين، ولحكوماتهم خاضعين، ولنفاقهم مرافقين.

الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي









تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع