شكل جديد من متانة العلاقات الأردنية الاميركية، لجهة مزيد من التعاون والتنسيق، تجسّد في مدينة جدّة السعودية أمس الأول، خلال لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني برئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن، حيث جدد الزعيمان التأكيد على تميّز وعمق العلاقات بين البلدين، اضافة لتجديد التأكيد على التزامهما مواصلة العمل من أجل تحقيق السلام العادل والدائم والشامل بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس حل الدولتين، وأكدا ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في المقدسات في القدس.
اللقاء الذي جمع جلالة الملك بالرئيس بايدن على هامش قمة جدة، شكّل أهمية ثنائية أردنية أمريكية، وأهمية اقليمية، فقد تناول الزعيمان وفق بيان مشترك صدر عقب اللقاء، كافة قضايا المرحلة، والمنطقة، بشكل تفصيلي وضعت فيه القضايا العربية أولوية، بتأكيدات على التنسيق في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، وبقاء قضايا المنطقة أولوية بشكل عملي.
وكما هو الأردن دوما، حضرت القضية الفلسطينية في مباحثات جلالة الملك مع الرئيس الأمريكي، حيث جدد الزعيمان تأكيد التزامهما مواصلة العمل من أجل تحقيق السلام العادل والدائم والشامل بين إسرائيل والفلسطينيين على أساس حل الدولتين، وأكدا ضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في المقدسات في القدس، وفي هذه التأكيدات التي طالما حرص عليها جلالة الملك إعادة تشديد على أن فلسطين هي الباب الذي تدخل منه المنطقة والعالم للأمن والسلام والاستقرار والازدهار، بحرص على جعل فلسطين أولوية والسلام على أرضها يجعل من السلام في العالم هو السائد وليس استثناءً.
وفي الشأن الفلسطيني شدد الرئيس بايدن على الدور المهم للوصاية الهاشمية في ذلك، فيما ثمن جلالة الملك عبدالله الثاني الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة للأونروا، مما يجعل من البحث في هذا السياق غاية في الأهمية، وتجديد للمواقف الأمريكية الداعمة ، وجعل القادم مؤطرا بصيغة واضحة تخدم القضية الفلسطينية في اطار الشرعية والقوانين الدولية.
ولم تقف أهمية هذا اللقاء عند هذا الحدّ، إنما تعددت الملفات الهامة التي تناولها الزعيمان، وحملت جميعها أهمية كبرى، والتي كان من أبرزها على الصعيد الثنائي ما أعلن عنه الرئيس بايدن عن عزم بلاده توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع الأردن، والتي تعتزم الولايات المتحدة عبرها توفير مساعدات للأردن لا تقل عن 1.45 مليار دولار سنويا خلال الفترة الممتدة بين الأعوام 2023 و2029، حيث تعكس المذكرة التزام الولايات المتحدة السياسي بدعم الأردن واستقراره ومتانة الشراكة بين البلدين، وتستهدف تلبية احتياجات الأردن ودعم برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي أعلنه جلالة الملك عبدالله الثاني، ليسجّل اعلان الرئيس الأمريكي اضافة على جدول ايجابيات اللقاء، الذي جسّد خطوة متقدّمة في العلاقات الثنائية الأردنية الأمريكية، ودعمها لجهة تعميق التعاون والتنسيق، ففي اللقاء بشكل عام وملفاته التي بحثها الزعيمان، وأوجه التنسيق التي تم التأكيد عليها، وما تم الاعلان عنه في الشأن المحلي من دعم أمريكي، كل هذا يؤكد أهمية اللقاء لجانب مزيد من التعاون.