زاد الاردن الاخباري -
برهوم جرايسي
الناصرة - احتفت الصحف الإسرائيلية أمس، بما دوّنه النرويجي المتهم بارتكاب جريمتي اوسلو أندروس برايبيك في ما يتعلق بإسرائيل، وقالت إن هذه الكتابات تبين أنه "صهيوني متحمس، فهو معجب بمؤسس الصهيونية ثيودور هيرتسل، ويمتدح قمع إسرائيل للشعب الفلسطيني"، خصوصا وانه من التيار الأوروبي الذي يقيم علاقات مع اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وقالت تلك التقارير، إنه تبين من "البيان" الذي أعده الإرهابي برايبيك على مدى 1500 صفحة، فقد ذكر إسرائيل بما لا يقل عن 300 مرّة، وكلها في صياغات ايجابية، في حين يكرر في أماكن كثيرة كراهيته العمياء للمسلمين.
وفي أحد بنود "بيانه" يقول برايبيك، "صحيح ما تفعله إسرائيل بأنها لا تمنح حقوقا للفلسطينيين الفلسطينيين المسلمين" في المناطق المحتلة"، ويكتب في مكان آخر ممتدحا إسرائيل "على مدى السنين لم تمنح إسرائيل لمعظم السكان المسلمين الذين يعيشون تحت سيطرتها حقوق المواطن – بخلاف تام لأوروبا، التي فتحت بواباتها أمام المسلمين، ومنحتهم المواطنة وحقوقا زائدة".
أما عن حكومة بنيامين نتنياهو، فإنه ينتقدها بزعم انها لم ترتكز كليا على اليمين الإسرائيلي، وأن نتنياهو "وجد حلفاء في حزب يسرائيل بيتينو (بزعامة ليبرمان) و"شاس" (الديني الأصولي) ولكنه لم يبن ائتلافا يمينيا كي لا يصطدم مع إدارة باراك أوباما".
ويقول في مكان آخر، "إذا سقطت إسرائيل فإن القوات التي تهاجم إسرائيل الآن، ستتركز ضد أوروبا"، ثم يهاجم أوروبا ويقول، "تعالوا نوقف هذا الدعم الأحمق للفلسطينيين، ونبدأ دعم اليهود الحضاريين، إنه خاصتنا، إسرائيل"، ويقول إن الاتحاد الأوروبي لا يعطف بما فيه الكفاية على إسرائيل.
ويُظهر برايبيك في بيانه اطلاعا على الحوار الأكاديمي والإعلامي في البلاد، ويقتبس سلسلة من البروفيسوريين مثل إيال زيسر وايتمار رابينوفيتش ويذكر صحيفة "هآرتس" والقناة 7 التابعة لعصابات المستوطنين.
في بيانه هذا ينتقد بشدة دولته، النرويج، لقرار لجنة جائزة نوبل للسلام منح ياسر عرفات الجائزة في أعقاب اتفاقات أوسلو.
ومن الجدير ذكره أن أوساطا يمينية كثيرة في إسرائيل توثق في السنوات الأخيرة علاقاتها مع اليمين الأوروبي المتطرف، فمثلا وافق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في الاسابيع القليلة الماضية لنائب الوزير في مكتبه، المدعو أيوب القرا، أن يقابل زعماء هذا اليمين العنصري، والذي له ماض قريب في حركة النازيين الجدد، إلى درجة أن وزير الخارجية المتطرف أفيغدور ليبرمان لم يحتمل هذا اللقاء وانتقده.
كذلك فإن عضو الكنيست آرييه إلداد الذي يدور في فلك الحكومة رغم وجوده في صفوف المعارضة، فإنه يعقد مؤتمرات شبه سنوية مع اقطاب اليمين الأوروبي العنصري، وبشكل خاص من دول مثل هولندا ودول اسكندنافية أخرى، مشهورة في حقدها على الاسلام والمسلمين.
الى ذلك، اعلنت محكمة اوسلو ان اندرس بيرينغ برييفيك الذي اقر بارتكابه المجزرة، سيوضع قيد الحبس الاحتياطي لفترة ثمانية اسابيع قابلة للتجديد اربعة منها في العزلة التامة.
وخلال جلسة الاستماع، اعترف المتهم بالوقائع من دون الاقرار بذنبه وقال انه اراد الدفاع عن بلده وعن اوروبا في وجه الاسلام والماركسية، بحسب تصريحات القاضي كيم هيغير للصحافيين عقب انتهاء جلسة الاستماع.
واضاف ان بيرينغ برييفيك قال ان الهجمات لم تكن ترمي الى ايقاع اكبر عدد من الضحايا.
واوضح كاتب المحكمة غير انغيربرتسن خلال مؤتمر صحافي اعقب مداخلة القاضي ان المتهم الذي منع من المثول ببزة رسمية تحدث عن وجود "خليتين اخريين" في منظمته.
وجلسة المحاكمة التي استمرت نحو 40 دقيقة عقدت بشكل مغلق بناء على رغبة الشرطة.
وكان القاضي كيم هيغير علل قراره بالقول "ثمة معلومات حسية تشير الى ان إقامة جلسة علنية بحضور المتهم قد تسبب حالة استثنائية وغاية في الحساسية بالنسبة للتحقيق والامن".-(ا ف ب)
barhoum.jaraisi@alghad.jo