زاد الاردن الاخباري -
آه يا صديقي كم كبرنا
وكم نسينا من عمرنا
وما زالت الطفولة فينا
والحجارة كما هي تنادينا
تسألنا نحن عن هجرتنا
لماذا تأخرنا عن موعدنا
ألم نحلم سويا لتحرير وطنا
كما حلمت فلسطين معنا
قل يا صديقي عن أسبابنا
لا تخجل من نفسك أنت وحدثنا
ملعونة تلك الرايات التي فرقتنا
وما زالت تقسمنا ولا توفي قسمنا
كما كان عهدنا وسيفنا يواجه محتلنا
كرمنا الدماء وقدمنا ما نملك من روحنا
من يسأل عنا اليوم والجدران تحاصرنا
إن التقينا صدفة عانقنا ذكرياتنا ومجدنا
وإن لم نلتقي ثق أن الحياة لعبت دورها علينا
لا ذنب لنا ولا ذنب للتراب ولا ذنب للبحر بعدنا
نهرنا الوفاء وشلال الكلمة حياة نصرنا لأجيالنا
لا تحزن على الشعر الأبيض ولا على تجاعيد وجهنا
شخنا كما شاخ الآباء والأجداد من قبلنا والدرب رسالتنا
نسير عبر الطرقات وتتفرع منه المفترقات ولا سبيل غير بوصلتنا
صورتنا ونحن صغار ترسم عمرنا ولا تمسح دمعة من وداع بعضنا
سامحنا الزمن وغضبنا بما فيه الكفاية ومن يرحم تلك اللحظات الجميلة لنا
حرية الحلم واليقين أبقتنا غامضين العينين وبصيرتنا وحدها تشفي جراحنا
في قربنا وفي بعدنا لقاء يكتب من السماء وهي ترسل لنا وحدنا وتقول يا أسفنا
ليت الجريمة كانت منا وليتها كانت بحقنا ولكنها أبشع الجرائم لأنها مست حقوقنا
طمست نور الشعلة وحكمت على شعبنا بالموت البطيء ومن يتحمل هذا ويكتب تاريخنا
ليتهم تركونا أطفال صغار نلعب مع حجارتنا ورصاصتنا ونرعب عدونا من كرامتنا وفخرنا
لا فائدة من الحكم نهاية الجلسة والقرار لم يكن يوما بأيدينا والقاضي الذي حكم قبل رشوة ضياعنا
بقلم كرم الشبطي