زاد الاردن الاخباري -
تتحدث نشرة معهد العناية بصحة الأسرة، مؤسسة الملك الحسين، في نشرة اليوم الخميس، عن الصمت الانتقائي، الذي يعد أحد اضطرابات الطفولة متعددة الأبعاد والنادرة في الوقت ذاته، وعرف على يد الطبيب الالماني كوسماول (Cosmall) باسم الحبسة الكلامية.
وتوضح نشرة المعهد ماهية الصمت الانتقائي، وأسبابه المختلفة، وأعراضه، إضافة إلى طرق علاجه والتي تتم من خلال العلاج السلوكي المعرفي، بالتعامل مع الأعراض المرضية، والاهتمام بالعوامل البيئية.
ما هو الصمت الإنتقائي؟
الصمت الانتقائي هو أحد الاضطرابات النفسية التي يمتنع فيها الطفل بإرادته عن الحديث في مواقف اجتماعية معينة مفضلاً الصمت على الكلام، على الرغم من عدم وجود مشكلة تمنعه من ذلك، بل على العكس فقد تكون لدية القدرة على الحديث بطلاقة خلال الجلسات الأسرية ومع الوالدين، إلا أنه يمتنع عن الحديث لعدم شعوره بالإرتياح تجاه بعض المواقف الإجتماعية. ويعيق هذا الاضطراب الطفل من ممارسة أنشطة الحياة الطبيعية ويحرمه من التكيف مع المحيط.
كما يشيع هذا الاضطراب بين الاناث أكثر من الذكور، ويصيب نحو 2% من الأطفال والمراهقين، وغالباً ما يحدث قبل عمر الخامسة وعند الالتحاق بالمدرسة، إلا أنه غالباً ما يتم تشخيص الحالات من السنة السابعة إلى الثامنة. قد تستمر أعراض الطفل المصاب الاضطراب بالتزايد في مراحل لاحقة إذا تأخر التشخيص والعلاج.
أسباب الصمت الانتقائي:
قد تعود إصابة الطفل بالصمت الانتقائي للخجل الشديد وعلى الرغم أن الخجل يعد أحد أهم أسباب الإضطراب، إلا أن الخجل يتفاوت ويختلف بين الافراد ويعد سمةً للأشخاص العاديين أيضاً. في الصمت الانتقائي يميل الفرد للإنسحاب إلا أنه قادر على التفاعل مع المجتمع المحيط به.
وتوجد أسباب اخرى قد تؤدي الى إصابة الطفل باضطراب الصمت الانتقائي مثل تعرض الطفل للإساءة الجسدية في سنوات عمره الأولى، وسيطرة الأم وحمايتها الزائدة او انفصال الطفل عن الام. كما تشمل الأسباب الأخرى: صعوبات النطق كالتأتأة، والأزمات والصدمات، والصراعات النفسية كفقد احد الوالدين او الاقارب، والخوف والقلق، الخلافات الاسرية، والبيئة الجديدة، والعامل الوراثي في العائلة، وإصابة إحد الوالدين أو كلاهما بالقلق، والإعتمادية على الاخرين وانعدام الاستقلالية، وتشجيع الاهل للصمت وعدم الكلام كنوع من الآداب الاجتماعية.
اعراض الصمت الانتقائي:
- الخجل المفرط عند التواصل مع الغرباء.
- العزلة والانسحاب.
- الافتقار الى الابتسام والتحديق بالأعلى والمظهر المتجمد ولغة الجسد القاسية غير المألوفة مثل التصلب والكتفين المتيبسين.
- صعوبة في الاستجابة والبدء بالكلام شفوياً (صعوبة التواصل اللفظي وغير اللفظي).
- الحساسية المفرطة.
علاج اضطراب الصمت الانتقائي:
يتم من خلال العلاج السلوكي المعرفي التعامل مع الأعراض المرضية والإهتمام بالعوامل البيئية باستخدام عدة اساليب مثل:
- تقليل الحساسية التدريجي: ويتم من خلال مواجهة الطفل بالمواقف التي يخشى التفاعل معها ويتجنبها، حيث يتم التواصل بشكل غير مباشر معها من خلال التخيل ومن ثم الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعية والفيديوهات ويتم الانتقال بين المواقف من الأقل قلقاً وتوتراً الى الأكثر فأكثر ويرافق ذلك الاسترخاء.
- التشكيل: ويعد من أفضل الاساليب للتعامل مع اضطراب الصمت الانتقائي حيث يتم تعزيز الطفل وحثه على التفاعل الاجتماعي تدريجياً بداية من التواصل غير اللفظي حتى التفاعل بصوت منخفض والهمس وانتهاء بالتواصل اللفظي الفعال مع الأصدقاء والمعارف ثم الغرباء
- أسلوب النمذجة الذاتية: من خلال مشاهدة الطفل لفيديوهات له يتفاعل بها بإيجابية بهدف زيادة ثقته بنفسه والاقتداء بها خلال المواقف التي يخشى التفاعل بها.
- التعزيز الإيجابي: إضافة مثير محبب لدى الطفل ويصاحب التعزيز خطوات التحصين المنهجي
- التمرينات الرياضية: تهدف الى تقوية عضلات البطن والصدر والرقبة لما لها من دور في عملية الكلام ونطق الاصوات.
- تدريبات إعادة سرد القصص: وفيها يتم عرض القصة وعلى الطفل إعادتها ويضمن ذلك تقديم المعززات بأنواعها.
- الرجوع إلى المختصين لبناء خطة علاجية شاملة.
- المناقشة والحوار للمتابعة من قبل الأهل.