زاد الاردن الاخباري -
عادة ما تكون ساحة العاصي بمدينة حماة السورية ملتقى التظاهرات اليومية النهارية لأهالي مدينة حماه السورية، غير أن جلدها يتغير عند حلول الليل لتمسي على أغانٍ طربية، كلماتها تجسّد مطالبات المتظاهرين، كما لاتزال أهازيج "بلبل الثورة السورية" إبراهيم قاشوش تتردد على ألسنة المحتجين كل يوم.
وإذا كان المثل يقول إن الثورات تولد من رحم الأزمات، فإنه بات يصح القول كذلك صخرة الثورات تتفجر منها مواهب وطاقات فنية، فساحة العاصي في مدينة حماة السورية شاهدة على أن طالب الحق يستطيع تطويع "أي ممارسة عادية" كأداة للمطالبة بحقه، حيث ارتدى الغناء هذه المرة لبوس السلاح ليكون الرصاص المنطلق من فوهته كلمات تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد.
ويبدو أن ساحة العاصي باتت موعودة كل ليلة مع لوحة طربية، عازفوها ومغنوها وكورالها هم أبناء هذه المدينة الواقعة في الشمال الغربي من سوريا، أما كلماتها فإما تحكي واقعاً مزعجاً، أو توجه رسالة غاضبة، أو تمجّد تاريخاً مشرّفاً.
أما جمهور الليالي الطربية في حماة خليط من أطياف عدة من نساء ورجال، وكبار وصغار، بل إن بعض الأطفال أصبحوا نجوماً يشاركون في صنع تلك الفاعليات الليلية.