زاد الاردن الاخباري -
أمر جلالة الملك عبدالله الثاني، خلال زيارته لمحافظة البلقاء اليوم الثلاثاء ولقائه شيوخ ووجهاء وأبناء المحافظة، بالبدء الفوري في إنشاء صندوق تنمية المحافظات برأسمال150 مليون دينار يدار بالشراكة بين الحكومة والمؤسسات الأهلية لتحسين المستوى المعيشي للمواطنين.
ووجه جلالته المعنيين لتنفيذ عدد من المشروعات الخدمية بهدف تحسين واقع الخدمات الأساسية في قطاعات التعليم والصحة والشباب، وفتح باب التجنيد في القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المختلفة.
وأوعز جلالته بقيام مؤسسة المدن الصناعية بإعطاء الأولوية لتطوير المدينة الصناعية في السلط وجذب الاستثمارات بالشراكة مع القطاع الخاص، واستكمال طريق السلط الدائري بكلفة9 ملايين دينار على موازنة العام المقبل، وإنشاء نفق مدخل مدينة السلط بكلفة6 ملايين دينار على موازنة العام المقبل.
كما وجه جلالته الحكومة لتنفيذ المطالب التي تقدم بها أبناء المحافظة المتمثلة بتوسعة طريق العارضة وطريق الكرامة – مثلث الرامة، ومدخل منطقة الروضة، وتوسعة مستشفى الأميرة إيمان في دير علا، وتحويل مركز صحي الروضة إلى مركز شامل على ان تقوم الحكومة برصد المخصصات المالية اللازمة لتنفيذ هذه المشروعات على موازنة العام المقبل.
ووعد جلالته بدراسة موضوع عادل القضاة ومراعاة الظروف الصحية الصعبة التي يمر بها.
وحضر اللقاء رئيس الوزراء الدكتور معروف البخيت، ورئيس الديوان الملكي الهاشمي الدكتور خالد الكركي، ومستشار جلالة الملك لشؤون العشائر سيادة الشريف فواز زبن عبدالله، والمستشار الخاص لجلالة الملك علي الفزاع، ومستشار جلالة الملك لشؤون الاعلام والاتصال امجد العضايلة، والمستشاران في الديوان الملكي الهاشمي عامر الحديدي ويوسف العيسوي.
وأكد شيوخ ووجهاء وأبناء المحافظة في كلماتهم خلال اللقاء، التفافهم حول قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، في جهوده المستمرة لتحقيق الإصلاح الشامل ومكافحة الفساد، وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين في شتى مواقعهم.
وقال العين مروان الحمود في كلمته ان استقرارنا وأمننا لن يتأتى إلا بالتشابك الحقيقي والعضوي بين مفاهيم الأمن الاجتماعي والاقتصادي والاستقرار والطمأنينة التي يجب ان تتعمق مع ريادة القيادة ودورها في قيادة عمليات الإصلاح والتطوير والتحديث التي تؤكد على الدوام أن كرامة المواطن هي الأساس في بناء الأوطان وان الحفاظ على كرامة المواطن لا تأتي إلا من خلال سكنه وأمنه واستقراره النفسي والاجتماعي.
وأضاف اننا في الاردن ننظر الى واقعنا ونجتهد الى الارتقاء به وفق عمليات تحتاج الى كثير من الوعي والادراك والنضج، فتحقيق الاهداف يحتاج الى رؤية واليات ومعرفة بالتحديات الداخلية والخارجية، والتزام بالوطن وثوابته الوطنية والقومية.
وقال العين الحمود ان الرؤية الملكية للاعلام ترتب عليه مسؤولية وطنية حيال التحديات المعاصرة الداخلية والخارجية التي تواجه الاردن، وعلى عاتق الاعلام رفع سوية المسؤولية والمساهمة في التغيير والاصلاح وأداء دور في بناء الوطن انطلاقا من الالتزام بالمصداقية والموضوعية والحرية والمسؤولية.
واوضح ان محافظة البلقاء ومدينة السلط تعي التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجه الوطن وتشعر به، "ونحن اذ نثمن مبادراتكم المستمرة للمحافظة وتوجيهاتكم المستمرة في تأمين العيش الكريم وتوفير فرص العمل، فان اهلكم في البلقاء والسلط يرون ان الحل طويل الامد والمستدام يكون بالتركيز على برامج تعزيز الانتاجية والاستفادة من الميزات النسبية للمدينة".
وقال النائب الدكتور عبدالله النسور في كلمته مخاطبا جلالة الملك "ان ما نطلبه منك نطلبه من أنفسنا اولا، فحين نتوقع منك ان تعبر بنا مخاطر المرحلة، تتوقع منا شد ازرك في تفهم طبيعة المرحلة، وما يجري من احداث جسام، وان نلتقي على ما يجمعنا من قواسم مشتركة لا ان نتشبث فيما يفرقنا، وان ندرك ان الصمود في وجه العاصفة مطلوب من الجميع، وانه ليس شأن طرف دون الطرف الاخر".
واضاف "وفيما سمي ربيع الغضب العربي كان شعبنا الاردني الاكثر حكمة، والاوثق بالنفس، والاقوى بالجأش والاوعى والاحكم والاذكى، فما جازت عليه دعاوى التخريب والهدم وتصدى للاحداث بوعي ومسؤولية ووطنية، ونسجل لك يا سيدي انك كنت الاسبق الى نشدان الاصلاح وتعميقه وتسريعه".
وقال النائب النسور اننا نتوجه بالنصح للحكومة وللشعب على درجة سواء ان امامنا اياما اكثر صعوبة وعلينا مواجهتها بالقرارات لا بالتغاضي او التأجيل او الترحيل، ونحن لسنا الذين نناقض انفسنا فنصف حال الخزينة المتردي، ثم نلح عليكم بالمطالب، ولكننا ندعو الى توجيه الموارد المتاحة على ندرتها الى المشروعات الاشد ضرورة والحاحا.
وقال النائب محمود الخرابشة في كلمته "نحن الاردنيون أمة تستحق الحياة والنصر والوجود، وأثبتنا للقاصي والداني أننا أمة صانعة مجد وتاريخ واننا نقف خلف قيادتنا الهاشمية واننا اهل لحمل الرسالة بكل اقتدار، ونؤكد اليوم لجلالتكم اننا امة حاضرة عصية عن الاختراق قادرون على صون عرش مليكنا المفدى وحماية وطننا الغالي".
وأضاف "ان أي امة لا تستطيع ان تدافع عن قائدها لا تستحق الحياة، وان أي امة لا تستطيع ان تدفع الاذى والضرر عن وطنها لا تستحق النصر وان أي امة لا تستطيع ان تجابه التحديات وتحمي ذاتها وتكشف المتامرين لا تستحق البقاء وان أي امة تتهرب من واجباتها وتقبل الطعن بها وبقيادتها لا تستحق الوجود".
واشار النائب الخرابشة الى اننا شهدنا بعض الاحداث المؤسفة خلال الايام الماضية وشهدنا اصواتا تتحدث علينا وصمتنا ولم نرد عليهم ليس من باب الخوف او التردد بل ومن باب ان يرتدعوا بانفسهم، ونقول لهم "هذا وطننا نفديه بمهجنا ولن نسمح لاي كان ان يتطاول على قيادتنا وثوابت رسالتنا الهاشمية، فالملك عنوان الوطن ورمز كبريائه وكلنا فداء لكم يا جلالة الملك، ولن نقبل التشكيك بجيشنا العربي وباجهزتنا الامنية ودورها في حماية منجزات الوطن".
وقال النائب خالد بزبز الحياري في كلمته اننا في الاردن نزهو بانك يا جلالة الملك من يقود عملية الاصلاح والتغيير بصبر وحكمة وابوة واقتدار وبرغبة اصيلة ان يكون الاردن الشعب الرائد في المنطقة، فكنت السباق بصياغة الافكار الذكية البناءة المعاصرة في اصول الحكم وأصغيت لارادة شعبك فكنت في هذه المرحلة التاريخية التي يمر بها العرب القائد الحضاري الاستثنائي الفذ.
واضاف ان ابناء المحافظة منحوا هذا الوطن كل ما لديهم وهم حريصون على هيبة الدولة وشرعيتها واستقرارها وشموخ الوطن وكبريائه وبقائه بقيادة الهاشميين لانهم يحملون حب الاردن راية باليد ووساما على الصدر ونبضا في القلب ارثا للابناء والاحفاد.
وعرض النائب الحياري عددا من مطالب المحافظة المتمثلة في الحد من مشكلة البطالة، وانشاء مدينة صناعية لتخفيض اعداد المتعطلين عن العمل، وانشاء نفق عند مدخل مدينة السلط المؤدية الى عمان، وانشاء كلية طب مجاورة لمستشفى السلط الجديد قيد الانشاء، وانشاء كلية هندسة تطبيقية في جامعة العلوم التطبيقية.
كما تمثلت المطالب بتوسعة ما تبقى من طريق السلط العارضة الاغوار وانارته، وشمول اراضي مصنع الاسمنت بالمخطط الشمولي، وانارة الشارع الذي يربط ماحص بوادي شعيب، وتوسعة طريق الكرامة – مثلث الرامة، وتحسين البنية التحتية في لواء عين الباشا، وزيادة دعم ميزانية دائرة الشؤون الفلسطينية، وشمول عادل القضاة الذي يرقد على سرير الشفاء بعفو خاص.
وقالت مقرر لجان التجمع الوطني الاردني الفيرا جريسات في كلمتها ان المنظمات النسائية في المحافظة والتي تضم قطاعات واسعة من سيدات هذا المجتمع قد بادرت منذ تاسيسها، وعملا بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني واشراف جلالة الملكة رانيا العبدالله، وسمو الاميرة بسمة بنت طلال الى تحقيق الرسالة التي ارتاتها المرأة الاردنية وهي تعظيم دورها في المساهمة في بناء المجتمع.
واضافت ان المرأة الاردنية في محافظة البلقاء اذ تفخر وتعتز بما قدمته التشريعات النافذة لتمكينها من تبوء جميع مواقع المسؤولية في كل القطاعات تتطلع بكل امل وثقة الى مخرجات مسيرة الاصلاح السياسي التي يرعاها جلالة الملك ويعيش الاردن اجواءها الى منح المرأة الاردنية المزيد من الحقوق لتصبح كما اردتم شريكا حقيقيا في صناعة مستقبل الاردن المشرق.
وقالت جريسات "نحن داعمات اساسيات في الحفاظ على امن الوطن وتبني توجيهات جلالتكم في الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي وسنقف بوجه كل من يحاول العبث بامن الوطن وسلامة كيانه".
وفي كلمة الملتقى الوطني في البلقاء الذي يضم فعاليات حزبية ونقابية وشعبية قال المهندس خالد الخشمان اننا نؤكد على رؤية جلالة الملك الاصلاحية الشاملة المتمثلة بتعديلات دستورية تضمن استقلال السلطات الثلاث وتعزز روح الانتماء وتضمن حرية التعبير والمسالة وتكافؤ الفرص، واقرار قانون انتخاب عصري يلبي طموح الاردنيين.
واضاف ان الاردنيين امام القانون سواء وان مسيرة الاصلاح تحتاج الى اجراءات سريعة وحاسمة وان ملاحقة الفاسدين والقضاء على الفساد واجتثاث اركانه يمثل ركيزة اساسية للاصلاح الشامل، واننا اذ نؤكد هذه الرؤية لنثمن دعوة جلالة الملك للحكومة بالاسراع في فتح ملفات الفساد ومحاسبة المفسدين بحياديه مطلقة في اطار القانون والقضاء العادل، وندعو مجلس النواب لممارسة دوره الحقيقي في المسائلة والمحاسبة.
وقال الخشمان ان الاصلاح الاقتصادي هو الضمان الذي يحقق حياة افضل للمواطن الاردني ويحقق التنمية المستدامة والعادلة والرفاه الاجتماعي.
وقال الدكتور بشير العلوان في كلمة القطاع الشبابي مخاطبا جلالته "ان الشباب يعادهون جلالتكم ان يكونوا الشباب الصلب ذي القدرة المهيبة والمعصم القوي والعطاء الممدود والجند الاوفياء لعرشكم السامي، محافظين على حب الوطن وترابه نفديه بالمهج والارواح والتفاني من اجله".
واضاف "اننا سنكون من يتكأ عليهم في حماية الوطن لاننا السواعد القوية الامينة والعقول المنفتحة الواعية وسياج الوطن ودرعه المنيع ولن نكون الاصبع المبتور الذي يحتاج الى كف ليحمله بل سنكون اليد التي ترتفع بالرعاية والعقل الذي يضيء بالتوجيه السليم".
وقال العلوان "سنكون الاردنيين شيبا وشبابا مؤازرين لجلالتكم في مساعيكم الى الحفاظ على صروح الوطن وتراثه العريق الذي بني بدماء وعرق الاجداد حتى نصل معك الى نهضة الاردن الى مصاف الدول المتقدمة.
وفي نهاية اللقاء تسلم جلالة الملك هدية تذكارية عبارة عن عباءة البلقاء من الشيخ محمد العوايشة.