حسام ابو علي مدير عام ضريبة الدخل والمبيعات .
ليس مهما ما احدثه من نقلة نوعية في ادارة الضريبة والخدمات الضريبية ، والوصول الالكترونيا الى «صفر دور» ، وتحويل 52 خدمة ضريبية من عادية الى الالكترونية .
راجعت قبل ايام دائرة ضريبة الدخل والمبيعات في جبل عمان ، ومكتب خدمات الجمهور بلا مراجعين .ورغم اني من المشككين في التحول الالكتروني والرهان على امكانية نجاحه ، وما يحتاج الى بنية تحتية رقمية وخدماتية ادارية عن بعد ، الا ان الضريبة شاهد حي على تجربة لنموذج تفاعلي ناجح .
ذهبت الى حسام ابو علي ، للاستفسار عن موضوع ضريبي عام ، فقط احتجت لدقيقتين من اجل رؤية «ابو علي « ، ومكتبه مفتوح ، وتعرفون انه لم يغلق باب مكتبه يوما ، ومسموح لمراجعي دائرة الضريبة بالدخول باي وقت الى مكتبه .
صدقوني ، كنت اعتقد ان مدير ضريبة ، سيكون في مكتبه 4 مدراء مكتب و5 سكرتيرات ، وطاقم امن وحماية ، وحرس ، وصالات انتظار مكيفة ، غرف ابوابها تفتح عن بعد بالريموت كنترول ، وغرف انتظار لكبار الزوار .
حسام ابو علي شخصية ادارية وقيادية حكيمة وصارمة ، ورجل بسيط ومتواضع . والاهم ، انه خلق ثقافة ضريبية ، وغير المفهوم العام عن الضريبة ، وعدل في الوعي العام ، وفي المعنى الفارق بين الضريبة والجباية .
اعرف ان منظري الوطنيات والشعوبيات ، لا يعترفون انه لا وطنية ومواطنة سليمة دون التزام بدفع الضريبة . فالضريبة حق وواجب على الفرد ، والدولة مسؤولة عن ترجمة الضريبة الى خدمات عادلة .
لست خبيرا اقتصاديا ، ولا اجيد الكتابة في لغة الارقام وظاهرها وباطنها .. ولكني علي ثقة تامة بان الاقتصاد الاردني بحاجة الى اصلاح ضريبي ، وان الضريبة قوة ايجابية دافعة نحو تحقيق العدالة في التنمية والخدمات ، والرعاية الاجتماعية للدولة .
ليس مهمة سهلة ، التحصيل الضريبي ، واقناع المواطنين والقطاعات التجارية والاقتصادية بالالتزام الضريبي ، وتاطير ذلك في ثقافة ضريبية بعيدة عن الاتهام بالجباية ، وتتحول الضريبة الى سلوك وطني ملتزم للمواطن والتاجر .
حسام ابو علي قطع شوطا حاسما وفاصلا في الاصلاح الضريبي ، واتبع نهجا قويما في تصويب العلاقة ما بين المواطن والضريبة .. وابو علي من حماة «المال العام» ، ويحمل سيفا عادلا لصون المال العام من العبث والتبذير ، والاعتداء الجائر .
في ملفات الضريبة وقضايا التهرب اسرار فاضحة وموحشة .. حروب مع اثرياء ومتنفذين يقابلون الضريبة العداء ، ويكرهون دفع دينار واحد الى خزينة الدولة ، ويتحايلون بمليون حيلة وحيلة لكي يتهربوا ويعثروا على وسيلة وملاذ للتسلل والتهرب الضريبي ، ولكن ابو علي يكون لهم بالمرصاد ولا تشرد من امامه لا صغيرة ولا كبيرة .
يا حبذا لو تعمم تجربة التحول الالكتروني اولا وتصفير الدور في مديريات الضريبة ، وتعمم ثقافة ان الضريبة ليست جباية ، ولتحارب وتناهض ثقافة الفهلوة والتحايل على الواجب الضريبي .