بقلم المخرج د محمد الجبور - من الأهداف التي يمكن تحقيقها من خلال التربية السياسية سواء كانت مباشرة أو بعيدة الأجل مع الإشارة إلى أن الأهداف التي يحددها المجتمع وقواه السياسية ليست معزولة عن طبيعة التركيبة السياسية الاقتصادية للبلد ذاته بل هي جزء من سياساته وتوجهاته وكوننا نعالج المفهوم بشكل عام فإننا سنورد عدداً من الأهداف العامة للتربية السياسية وهي : تعقد متطلبات الحياة العصرية وزيادة الضغوط الحياتية والنفسية على الشباب يشير إلى أن الدور التربوي الذي يمكن أن تلعبه المدرسة أو الأسرة لم يعد كافياً مما يتطلب تربية وإعداداً جاداً للشباب من قبل المجتمع والإعداد الجاد يعني وجود عملية تربية ممأسسة لديها خطة عمل وبرنامج وطواقم مؤهلة ومدربة وفق معايير عصرية يستطيع من خلالها المجتمع أن يكسب الشباب الوعي والإعداد الكافيين وهذا لا يتم لا في العمل الحزبي لنشر المعرفة والثقافة لدى هذه الفئة والذي بات في عصرنا الراهن على درجة عالية من الأهمية لدى الشباب حيث أنه و من خلال هذه العملية يمكن تنمية المعلومات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية لدى الشباب وتعريفهم بأهم المشكلات العالمية والإنسانية كالمجاعة والفقر وخطر الحروب والتلوث البيئي ومخاطر الإشعاع أيضا جذب الشباب نحو ساحة العمل السياسي والاهتمام السياسي نظراً لأهمية الشباب والآمال المعلقة عليهم وحتى تحقق عملية التربية السياسية النجاح المطلوب منها فيفترض فيها أن تراعي احتياجات الشباب ورغباتهم وتطلعاتهم المستقبلية مثلما يفترض بها أن تغذي طموح الشباب وميولهم وتراعي أيضاً الاتجاهات العامة في المجتمع وقيمه ومفاهيمه وأهمية تعزيز المواطنة لدى الشباب من خلال بث الروح الوطنية وتعميق روح الانتماء لقضايا الوطن واحتياجاته والحفاظ على كينونته والاستعداد للدفاع عنه في حالة تعرضه للخطر سواء كان خطراً داخليا (فتنة طائفية أو دينية أو عرقية) أو خطرا خارجيا يستهدف استقلاله وسيادته كما إعادة بناء الذاكرة لدى جيل الشباب بما يؤكد التواصل الثقافي والحضاري بين الأجيال ومعرفة حقائق التاريخ والجغرافيا السياسية وكل ما يتعلق بالقضية الوطنية والقومية إن إعادة بناء الذاكرة لدى الشباب تستدعي تأكيد حقائق التاريخ المتعلقة بفلسطين التاريخية وحقيقة المشروع الصهيوني وأهدافه التوسعية في فلسطين ومسؤولية إسرائيل عن تشريد الشعب الفلسطيني في عام (1948) وحقيقة إقامة إسرائيل على أنقاض الشعب الفلسطيني و التركيز على استجماع طاقات الشباب وتوحيدها نحو الأهداف والأولويات الوطنية والاجتماعية في كل مرحلة من مراحل تطور المجتمع وتوظيف هذه الطاقات بأفضل السبل نحو هذه الأهداف والأولويات و رفع حس المسؤولية والانضباط لدى الشباب من خلال عملية التربية والتهذيب الخلقي والقيمي والتعريف بأسس النظام وقوانينه ودولة القانون ومتطلبات الشباب في تشكيل سد منيع أمام محاولات زرع الفوضى وانتهاك القيم والقانون و تعزيز قيم التعاون والتعاضد والتسامح بين أفراد المجتمع خصوصا الشباب منهم بما يؤكد التكاتف والتماسك الاجتماعي وإطلاق المبادرات الشبابية؛ لتقديم خدمات طوعية تسهم في تقدم المجتمع والتقليل من أعباء الطبقات الشعبية