كنت مجتمعاً مع القيادات الزراعية في مكتبي بوزارة الزراعة، عندما دخل بدون موعد، أحد النواب يتبعه إبنه وقريبه.
استأذنتُ القيادات الزراعية وجلستُ معه على طاولة في مكتبي. عاجلني بإخراج أوراق دفعها لي قائلا: وقّعها، أنا مستعجل !!
كانت استدعاء لمنفعة أحد مرافقيه.
قلت له: مش أنا اللي بشتغل هيك.
غادر فورا، دون أن يشرب القهوة أو الشاي أو الزهورات، ودون أن يقول خاطركم.
بعد أيام، كان هذا النائب على قناة رؤيا يهاجمني ويهاجم وزير المياه، الصديق المجتهد الدكتور معتصم سعيدان، ويصرح ان وزير الزراعة مرتجف، لا يأخذ قرارا. كرر ذلك في أكثر من مكان.
ولما حان دوره لالقاء كلمة في جلسة الثقة، خرجت من تحت القبة.
«من يومين» سمعت نفس النائب يهاجم وزير العمل السابق، بحجة الفساد في مسألة تصاريح العمالة.
وقد رد الوزير السابق على ما قيل، وأنا هنا لا أدافع عنه، لأنني لست على دراية بما وقع أو بما لم يقع.
لكن ما لفتني هو ان الوزير يتحدث عن واقعة دفعته إلى إخراج النائب المذكور من مكتبه بوزارة العمل.
وقد جاء في تصريحه إلى اذاعة حسنى:
وعن حقيقة حادثة زيارة نائب وزوجته لمكتب (معالي نضال) البطاينة خلال عمله وزيرا لطلب ترسية عطاء على جمعية خاصة تعود لزوجة النائب على نحو مخالف للقوانين والتعليمات، وأنه قام بإخراج النائب وزوجته من مكتبه، وبناء على ذلك شن النائب هجوما على الوزير، امتنع البطاينة عن الإجابة قائلا: «ليس من المهنية الحديث عن مواضيع حدثت بمكتبي بصفتي وزيرا).
لاحظوا أن الجواب أعلاه يؤكد الواقعة!!
والله إن مجلس النواب يضم قيادات محترمة فاخرة ليس لها في الابتزاز والتربّح والتنمر.
لقد درج مؤخرا مصطلح ارهابي هو مصطلح «الارتجاف»، لإرهاب صاحب القرار والضغط عليه ليوقع المعاملات التي تشوبها شوائب السمسرة والفساد.
وقد باتت الحاجة شديدة الإلحاح لتطبيق code of ethics، فبدونها لن نتمكن من درء التغول ووقف استغلال المواقع اسوأ استغلال، ولن يصبح ممكنا، تحقيق حرص الملك وحثه، على انجاز الإصلاح الإداري.