زاد الاردن الاخباري -
أبلغت الحكومة الليبية الأمم المتحدة بأنه يجب على حلف شمال الأطلسي أن يوقف الهجمات الجوية قبل أن يصبح من الممكن بدء أي محادثات وأن دور معمر القذافي غير قابل للتفاوض مع أن المعارضة والغرب يصران على ضرورة تنحيه عن السلطة.
وقال مبعوث الأمم المتحدة عبد الإله الخطيب الذي يحاول إيجاد وسيلة لإنهاء الحرب في ليبيا بعد محادثاته مع رئيس الوزراء في طرابلس البغدادي علي المحمودي يوم الثلاثاء إن الحكومة والمعارضة مازالا متباعدين في السعي للخروج من الأزمة.
وقال المحمودي في مؤتمر صحافي بعد المحادثات إن الهجمات الجوية يجب أن تتوقف على الفور وبغير ذلك لا يمكن إجراء أي حوار أو حل أي مشكلة في ليبيا.
وسئل إن كان أبلغ المبعوث أن وضع القذافي غير مطروح للتفاوض فقال "تماما".
وتخلت بريطانيا وفرنسا اللتان تنفذان معظم هجمات القصف التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي عن إصرارهما على مغادرة القذافي للبلاد في إطار أي تسوية في تخفيف فيما يبدو لموقفهما.
غير أن الوصول إلى حل وسط بدا أصبح أكثر بعدا بعد أن وصف الزعيم الليبي معمر القذافي المعارضين بأنهم "عملاء" وقال إنه ليس لهم أي شرعية وذلك في تسجيل صوتي أذاعه التلفزيون الليبي خلال مظاهرة موالية للحكومة في مدينة الخمس على بعد 120 كيلومترا إلى الشرق من طرابلس.
وقال القذافي لبضعة آلاف من أنصاره الذين هتفوا بشعارات تطالبه بالبقاء في الحكم "هل هناك من يدعي أنه يمثل الشعب الليبي بعد أن ظهرت الملايين وقالت لا للعملاء".
ووصل الخطيب إلى العاصمة طرابلس قادما مباشرة من محادثات مع المعارضين في معقلهم الشرقي في بنغازي يوم الاثنين.
واجتمع مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي علي المحمودي الذي قال إنهما أجريا حوارا مثمرا بشأن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة وليس التفاوض على إنهاء الصراع المستمر منذ خمسة أشهر والذي لا يبدو أن لأحد من الجانبين اليد العليا فيه.
وقالت الأمم المتحدة في بيان في نيويورك إن الجانبين ما زالا متباعدين بشأن إيجاد تسوية سياسية لكنهما يريدان مواصلة السعي لإيجاد مخرج من الأزمة من خلال الأمم المتحدة.
فرنسا وبريطانيا تطالبان القذافي بالتنحي
وفي لندن دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره الفرنسي ألان جوبيه مرة أخرى القذافي إلى التنحي عن السلطة لكن فيما يتعلق بإمكانية البقاء في ليبيا قال الاثنان إن الأمر متروك لليبيين لكي يتخذوا قرارا بشأنه.
وقالت بريطانيا إنها لم تغير سياستها لكن تعليقات هيغ تم تفسيرها على أنها تأييد ضمني للاقتراح الذي طرحته في الأسبوع الماضي فرنسا بأنه يمكن للقذافي أن يبقى في ليبيا.
وكان زعيم للمعارضة قد وافق فيما يبدو هذا الأسبوع على الرأي الذي يمثل تغيرا كبيرا عن المطالب السابقة للمعارضين بأن يتنحى ويحاكم في اتهامات جرائم حرب في لاهاي.
ويقترب موعد انتهاء المهلة بالنسبة للتحالف الذي يتزعمه حلف شمال الأطلسي الذي ينتهي تفويض الأمم المتحدة له بالقيام بعمل عسكري خلال شهرين.
وتراجعت الآمال بإمكانية التوصل إلى اتفاق قبل بدء شهر رمضان في الأسبوع القادم.
ويسيطر مقاتلو المعارضة المسلحة على ثلث البلاد وبصفة رئيسية في الجزء الغني بالنفط مثل الجبل الغربي قرب العاصمة وجيب يضم ميناء مصراتة.
وقالت مستشفيات في مصراتة إن ثلاثة من مقاتلي المعارضة قتلوا بالقرب من المدينة يوم الاثنين وإن 11 جرحوا في القتال الذي دار يوم الثلاثاء.
القذافي يهدد بتدمير مصراتة
وفي كلمته يوم الثلاثاء هدد القذافي بتدمير مصراتة إذا لم يستسلم المعارضون ودعا أنصاره إلى الزحف على المدينة لتطهيرها من المجرمين.
ولم يتمكن المعارضون من إحراز تقدم حاسم ضد القذافي حتى مع دعم حلف الأطلسي واتهموا الجزائر بدعم قواته وغض الطرف عن شحنة أسلحة.
ونفت الجزائر السماح بمرور الأسلحة من أحد موانيها.
وقال وزير الداخلية الايطالي روبرتو ماروني يوم الثلاثاء بعد اجتماع مع نظيره في المجلس الوطني الانتقالي الليبي المعارض إن ايطاليا وافقت على مساعدة المجلس في تطوير جهازه الأمني.
وواصل حلف الأطلسي ضرباته ضد قوات القذافي في أنحاء ليبيا وضرب مرتين وسط طرابلس يوم الاثنين وقالت بريطانيا إنه لن يحدث توقف للقصف أثناء شهر رمضان.
وأيد القذافي الحوار مع المعارضة والغرب. ولكن لم يظهر أي مؤشر على موافقته على التنحي عن السلطة.
وكان قادة المعارضة أعطوا إشارات متضاربة في الأسابيع القليلة الماضية حول تقبلهم فكرة بقاء القذافي وأسرته في ليبيا إذا تنازل عن السلطة.
وفي أحدث تصريحات في هذا الشأن قال مصطفى عبد الجليل وهو من قادة المعارضة لصحيفة وول ستريت جورنال إن هذا يمكن قبوله.
ونقلت عنه الصحيفة قوله "القذافي يمكنه البقاء في ليبيا لكن لنا شروطا. سنقرر أين يبقى ومن سيراقبه. ونفس الشروط تنطبق على أسرته".
المقرحي يظهر علنا لأول مرة منذ عامين
ظهر الليبي عبد الباسط المقرحي الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة بسبب اعتداء لوكربي وأطلقت سراحه اسكتلندا، الثلاثاء للمرة الأولى منذ حوالي عامين وذلك خلال اجتماع لقبيلته لدعم نظام العقيد معمر القذافي.
وحسب الصور التي بثها التلفزيون الليبي، بدا المقرحي (59 عاما) نحيلا ويجلس على كرسي متحرك.
ويعود آخر ظهور لعبد الباسط المقرحي إلى التاسع من سبتمبر/ أيلول 2009 خلال زيارة قام بها برلمانيون أفارقة له في المستشفى بطرابلس.
وكان حكم على المقرحي في عام 2001 بالسجن لضلوعه في انفجار طائرة بانام الأميركية عام 1988 فوق لوكربي باسكتلندا.
وقد أطلق سراحه في آب/أغسطس 2009 لأسباب صحية.