أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
عشيرة المعايطة تؤكد إدانتها وتجريمها للاعتداء الإرهابي على رجال الأمن العام إصابات جراء سقوط صاروخ على مخيم طولكرم دورة تدريبية حول حق الحصول على المعلومات في عجلون خطة لإنشاء مدينة ترفيهية ونزل بيئي في عجلون بلدية اربد: تضرر 100 بسطة و50 محلا في حريق سوق البالة وزارة الصحة اللبنانية: 3754 شهيدا منذ بدء العدوان الإسرائيلي الحمل الكهربائي يسجل 3625 ميجا واط مساء اليوم دائرة الضريبة تواصل استقبال طلبات التسوية والمصالحة الأمير علي لـ السلامي: لكم مني كل الدعم غارتان إسرائيليتان على ضاحية بيروت الجنوبية بعد إنذار بالإخلاء رئيس مجلس النواب يزور مصابي الأمن في حادثة الرابية الأردن .. تعديلات صارمة في قانون الكهرباء 2024 لمكافحة سرقة الكهرباء طهران: إيران تجهز للرد على إسرائيل مصابو الرابية: مكاننا الميدان وحاضرون له كوب29": اتفاق على تخصيص 300 مليار دولار لمجابهة آثار التغيرات المناخية بالدول الأكثر فقرا بوريل: الحل الوحيد في لبنان وقف اطلاق النار وتطبيق القرار 1701 طقس الاثنين .. انخفاض ملحوظ على درجات الحرارة وأمطار غزيرة مستوطنون يهاجمون تجمع العراعرة البدوي شرق دوما وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها في منطقة كريمة تفويض مدراء التربية بتعطيل المدارس اذا اقتضت الحاجة

في الخيمة رقم (3) ..

29-07-2022 09:54 AM

الأستاذ الدكتور: رشيد عبّاس - عاش محمود وكان في الحادي عشر من عمره أبان النكبة في منتصف عام 1948م في مخيّم الكرامة في خيمتين باليتين كالحتين, الخيمة الأولى ذات الرقم (37) والتي كانت بمثابة سكن له ولأسرته من بين الـ 750 خيمة في ذلك المخيّم في تلك الفترة, والخيمة الثانية ذات الرقم (3) والتي كانت بمثابة صف مدرسي يجلس فيها خمسة صفوف مجمّعة 1- 5 بواقع 21 طالباً وطالبة من ذلك المخيّم.
وقد وصف لنا محمود لاحقاً كل من الخيمتين وصفاً دقيقاً, جاء فيها:
الخيمة الأولى ذات الرقم (37) والتي كانت بمثابة سكن له ولأسرته: خيمتنا التي كنت اسكن فيها مع أسرتي المكونة من أربع بنات وانا بالإضافة إلى والديّ كانت ترابية اللون, فيها على الجوانب ثلاث رقع, كنا نفترش الأرض ونلتحف بثلاث بطانيات خضراء اللون, كان لدينا بابور كاز إنجليزي, وابريق شاي صيني, وثلاثة صحون المنيوم, وطنجرة نحاس تركية, وقنديل على الكاز معلّق على عامودها الاوسط, وخمس بكس خشب لوضع جميع الأثاث والملابس والاغراض.. كانت محاطة بالخيام الأخرى من جميع الجهات.
أما الخيمة الثانية ذات الرقم (3) فقد كانت بمثابة غرفة صفية: كان عدد التلاميذ فيها 21 طالباً وطالبة يشكلون بذلك خمسة صفوف مجمّعة 1- 5 كان جميعنا يجلس على التراب, وكان فيعا لوح اسود معلق على عمودها الاوسط, يستخدمه معلمنا الذي كان يدرسنا جميع المواد, وكان معلمنا لطيفاً طويل البال, طيب المزاج, كثير المزاح, وكانت البسمة لا تفارقه على الاطلاق رغم كل الظروف القاسية التي كان وكنا نمر بها جميعنا.
في احد الأيام كان موضوع الدرس في الخيمة رقم (3) والتي كانت بمثابة غرفة صفية حول درس القواعد (الفاعل), وفي ذلك الأثناء رفع محمود يده ليسأل المعلم سؤال هز فيه حبال الخيمة وسبورته المعلقة على عمود الخيمة من الداخل.. سؤال كان أكبر من عمر وصف محمود في ذلك الوقت وكان مفاده: من هو الفاعل يا أستاذ؟ أجاب المعلم وقتها قائلاً: الفاعل هو أسم مرفوع أُسند إلى فعل تام مبني للمعلوم ويدلّ على من قام بالفعل, وقف محمود صارخاً وبأعلى صوته قائلاً: لا يا أستاذ ليس هذا هو الفاعل, إنما الفاعل هو من وضعنا نتعلم على هذه الأرض في هذه الخيمة البالية الكالحة, والفاعل هو أيضا من وضع أهلنا (وأشاره في سبابته) في تلك الخيام المتزاحمة والمتهالكة.
دارت الأيام وكبر محمود وأصبح معلما للغة العربية وكتب يوما من الأيام مقالة بعنوان ( نائب الفاعل) جاء فيها:
مع أن نائب الفاعل يأتي بعد فعل مبني للمجهول ويحل محل الفاعل بعد حذفه, ومع أنه أيضاً يُرفع دائماً.. وقد يُجر بحرف جر زائد فيكون مجروراً لفظاً مرفوعاً محلاً, إلا أننا تعرفنا على الفاعل من خلال نائبه, ذلك الفاعل الذي خطط سراً لوطن لليهود في فلسطين, وجائنا نائبه فيما بعد تحت غطاء (هيئة الأمم المتحدة- وكالة الغوث) يتفقد مآسينا في الخيمة رقم 37, والخيمة رقم 3, نعم الفاعل بريطاني الهوية ونائبه أمريكي الهوية, وكلاهما بعيون زرقاء مدفونة.. وعودة إلى درس الفاعل في الخيمة رقم 3 عام 1948م هذا الدرس وبالإجماع أصبح محذوف محذوف.. فقد حل نائب الفاعل محل الفاعل بعد حذفه.
ولضيق الوقت أختصر شيء من مقالة الأستاذ محمود والتي ورد فيها أيضا عن واقع (الحال), و(التمييز), و(النعت), و( الضمير المنفصل)..
ومع هذا وذاك أردد معكم يا سادة يا كرام (وسلامي لكم يا أهل الأرض المحتلة يا منزرعين, بمنازلكم قلبي معكم وسلامي لكم, والمجد لأطفال آتين الليلة قد بلغوا العشرين لهم الشمس, لهم القدس والنصر وساحات فلسطين).
ختاماً ولتعلم الأجيال القادمة أنهم حاولوا طمس الحقيقة في الخيمة رقم (3).
التوقيع أبنكم البار الأستاذ محمود/ رأس الخيمة/ 1987م .










تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع