اياد الريموني .. مسرحي من عالم آخر

زاد الاردن الاخباري -

خالد طوالبة - في ذكرى انطلاق ليالي المسرح الحر في عمان الأردنية وانطلاق الدورة الخامسة عشرة من المهرجان القومي للمسرح المصري في القاهرة لا يكفي أن نشير الى ابطال المسرح الذين توفاهم الله الى رحمته انما هنا نتحدث عن اسطورة جديدة في عالم المسرح والمسرح الحر
المخرج الرائع والمشخصاتي المسرحي الذي لا يشق له غبار والكاتب المسرحي الذي كاد من خلال اسلوب سرده وجمال معانيه وتدرج احداثه وتجرد أهدافه وخلط القديم بالجديد واللين بالحديد أن ينافس بريخت في ملحمياته وشكسبير في تراجيدياته حتى أنه نافس موليير في سخرياته.

إياد الريموني ‏مخرج وكاتب مسرحي‏ حاصل على جوائز عدة وأوسمة تقديرية على المستوى المحلي العربي والدولي، عضو ‏نقابة الفنانين الأردنيين، ‏اداري ‏فرقة طقوس المسرحية‏،
‏مؤسس فرقة سمياء المسرحية الحاصلتين على عدة جوائز دولية وعربية, كاتب مجموعة من المسرحيات الحائزة على جوائز دولية والمؤدي في عدة مسرحيات على المستوى المحلي والدولي ،أكثر من رأيت متعلما فهو حاصل على أربع شهادات في البكالوريوس من ثلاث جامعات أردنية وثلاثة في الماجستير وشهادة في الدكتوراة وتنوعت دراساته بين الانحراف والجريمة, الاخراج , علم النفس, العلوم التربوية, والقانون فهو ذلك الدكتور المخرج المدرب الممثل المتنوع المعارف والصنوف والذي يذكرني بقدماء المسلمين عندما كانوا يدرسون كل شيء بحيثياته وتفاصيله الدقيقة.

تحدث الريموني عن أشهر كتاباته الحائزة على جوائز دولية منها " هذيانات شكسبير" وتراتيل ثورة النساء" الحاصة على اكثر من عشر جوائز دولية ومسرحية "طيور الأبابيل" و "ليلة الأنحوتة" و" قطار الباقورة" و"النافذة" و" جنونستان"
‏فمثلا مع احدى روائعه وهي مسرحية "هذيانات شكسبير" الحاصلة على جوائز عدة, وبنظرة أفقية يعيد الكاتب المسرحي الأردني إياد الريموني تشكيل خمسة أعمال مسرحية لوليم شكسبير في مسرحيته، وقدمت على المسرح من إخراج الريموني نفسه.

وهذه المسرحيات هي: روميو وجوليت، هاملت، عطيل، ترويض النمرة، تاجر البندقية. وهنا تتشابك خيوطها من جديد منتجة عملاً إبداعياً برؤية مغايرة للعالم الذي كتبت من أجله.

تقوم مسرحية "هذيانات شكسبير" حول فكرة رئيسة معنية بالإجابة عن السؤال: كيف يُزوّر التاريخ؟ وهل التاريخ يكتبه المنتصر؟
مسرحية تتخذ من منهج ديكارت في الشك نموذجاً، تبحث حول قضية الأدب كمصدر من مصادر التاريخ.
وبشكل تحليلي يقوم الريموني بإعادة قراءة لأعمال شكسبير بصورة إبداعية يجسد من خلالها فكرة كيف يمكن كاتباً أن يبدل من الحقائق ويزيفها ويصبح هو المصدر الوحيد للمعلومات حول الشخوص والحقبة التي كتب عنها.
ويظهر شكسبير في هذه المسرحية كشخصية تعاني من أمراض نفسية تدفعها إلى ارتكاب العديد من الجرائم
. فهو مسكون بهاجس خيانة النساء له، مولع بالشهوات،
لا يتورع عن تعذيب من يقفون في طريق نزواته وتلفيق التهم لهم، صورة من تلك الشخصية الأسطورية الإسبانية،
دونجوان، راغب دوماً في إيقاع النسوة في شراكه، ظاناً أنه محور الكون،
صورة لفنان ملك نواصي الإبداع لكنه يسخره لأهوائه المريضة وتشويه عصره.

أما مسرحيته العظيمة والتي فازت بجائزة مئوية الدولة الأردنية "الجائزة الثانية"
فهي "طيور الأبابيل" ،وتحدث لنا المسرحي اياد الريموني قائلا ان العمل المسرحي «طيور الأبابيل» والذي قدم بطولات صقور
سلاح الجو الأردني في قالب درامي، تدور أحداثه حول الطيارين موفق السلطي وفراس العجلوني ومعاذ الكساسبة
رحمهم الله، ومواقفهم المشرفة للأردن وسلاح الجو الأردني، وقام بتجسيد شخصية موفق السلطي
الفنان محمود الزغول، ومثل دور فراس العجلوني الفنان منذر خليل مصطفى،
وأدى دور معاذ الكساسبة الفنان عبد الله خليل، ووقع نصيب شخصية الراوي على الفنان حابس حسين،
وتمثيل الفنانة وفاء عيسى، الفنان صبحي صبح، الفنانة تسنيم هاشم،
والمسرحية تستحضر ارواح ابطال سلاح الجو البطل الشهيد فراس العجلوني
والبطل الشهيد موفق السلطي والبطل الشهيد معاذ الكساسبة في اجواء.....

أما مؤلفه العظيم والذي حصلت على جائزة أفضل نص مسرحي عربي فكانت " تراتيل ثورة النساء"
وفي تصريح قال الريموني إن للثورات تراتيل خاصة بها،
تعزف ألحانها نسوة مجتمع مثابرات، كل واحدة منهن في عالمها الخاص؛
تخوض مغامرة منذ الصغر، وتشهد التغيرات المريرة في الكبر،
يسوقهن القدر إلى معتقل يجتمعن به؛ بعد أن ارتكبن جرائم عدة وفقًا للقانون،
لكن حكاياتهن تتزين بالغموض، وما يزيد الأمر دهشة؛ ضابط المعتقل وجنديه.
الصراع المستمر في ذلك المعتقل؛ يكشف هشاشة النفس،
ويعري الماضي بمأساته، ويأتي بخيوط القدر؛ لينسج رداء يضمهم جميعًا”..

يذكر أن اياد الريموني من الكتاب الهادفين من خلال المسرح الى ايصال
صوت المستضعفين صوت الانسان وايصال رسالة ذات هدف أسمى الى العالم
حيث لا تكاد تخلو مسرحية من اعماله من صدى كلمة "وحدة " او "امة" او "قومية"."

---