زاد الاردن الاخباري -
دكتور حسين علي غالب - بريطانيا : كانت عدة أيام مليئة بالفكاهة المفرطة ، فلقد عاشت عدة دول أوروبية وعلى رأسها بريطانيا أجواء صيفية حارقة لم تشهد مثيل لها في تاريخها ، وهذه الدول كما هو معروف لدى الجميع أنها تمتاز ببرد قارص وأمطار مستمرة قد تستمر لعدة أيام دفعة واحدة .
في بريطانيا حيث أعيش منذ أكثر من عقد وصل الأمر أن أجد شباب مفتولي العضلات مليئون بالطاقة يقعون كأوراق الخريف المتساقطة ويجتمع حولهم المارة ويرمون عليهم كميات من الماء البارد حتى يستجمعون قوتهم و يستطيعوا النهوض مرة أخرى ، وسيارات تتصادم بشكل هستيري مخيف لأن السائقين فقدوا تركيزهم لأن سياراتهم تحولت إلى أواني طهي .
لقد عادت بي الذكريات فطفولتي وجزء من شبابي عشتها في أوطان ذات حرارة بركانية ، فلقد كنت أفتح حنفية المياه و أجمع المياه و أتركها لمدة نصف ساعة حتى تبرد لكي أتمكن من الاستحمام ، وكان لدي منديل اعتدت دوما على تبليله بالماء البارد و أضعه على رأسي حتى أحمي نفسي ولا أقع بضربة شمس قاضية تطيح بي ، وكان أصدقائي يعرفوني بسبب هذا المنديل ، وأنا أيضا أعرفهم خلال ثواني معدودات لأنني حفظت الوان مناديلهم .
في النهاية أكثر من يشعرني بالحزن من كل هذا هم السياح القادمين من أوطاننا الذين دفعوا مبالغ فلكية للراحة والاستجمام والتسوق ، فلقد هربوا من الحر ليأتوا إلى حر "بنكهة أوربية"..!!