زاد الاردن الاخباري -
بات موعد ارتطام الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة بالأرض شبه محسوم، وهو الإثنين المقبل، لكن العلماء يقولون ان مكان سقوطه لا يزال مجهولا، ومن غير المستبعد ان يكون في منطقة مأهولة، ما قد ينجم عنه كارثة ليست بالحسبان.
وكان صاروخ "لونج مارش 5 ب" الضخم الذى يزن 23 طناً، أقلع من جزيرة "هاينان" الى الفضاء الاحد الماضي، حاملا وحدة المختبر الصيني الفضائي "وينتيان"، وهو يعود الان إلى الأرض بعد اكتمال مهمته، لكن بشكل خارج عن السيطرة.
وليس من الواضح أين يسقط الصاروخ الصيني التائه .
وتقول قيادة الفضاء الأميركية انها تعكف حاليا على تتبع الصاروخ الصيني حاليا.
وبحسب متحدث رسمي للوكالة، فإن نقطة دخول الصاروخ إلى الغلاف الجوي للأرض "لا يمكن تحديدها إلا في غضون ساعات قبل دخوله" بناء على الظروف الجوية المتغيرة، لكنه قدّر أن يدخل الغلاف الجوي للأرض الاثنين المقبل.
ومن جانبها، توقعت وكالة الفضاء الأوروبية "منطقة خطر" تشمل "أي جزء من سطح الأرض بين خطي عرض 41.5 شمالاً و 41.5 جنوباً".
وهذه الإحداثيات تشمل مساحة واسعة من الأرض، بما في ذلك أميركا الشمالية جنوب نيويورك وأميركا الجنوبية وإفريقيا وأستراليا واليونان وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا، كما كانت مناطق في آسيا جنوب اليابان مواقع محتملة للحطام الفضائي.
انتقادات للصين
توقع عالم الفلك جوناثان ماكدويل أن يدور الصاروخ الصيني الخارج عن السيطرة في مداره ثم يحترق في النهاية بسبب الاحتكاك مع الغلاف الجوي".
وهذا الهبوط الخارج عن السيطرة للصاروخ، والناجم عن عدم وجود نظام تحكم نشط او محرك يمكن إعادة تشغيله لإعادته إلى الأرض، يشكل دليلا آخر على صحة التهم الموجهة لبكين بـ"عدم التعامل مع الحطام الفضائي بشكل صحيح، بحسب مايكل بايرز، الأستاذ بجامعة كولومبيا، والذي ألف دراسة حديثة حول مخاطر وقوع ضحايا من الحطام الفضائي.
وتعد هذه الحالة الثالثة لصواريخ صينية أخفقت في هبوط متزن. حيث تعرضت بكين في آيار/مايو العام الماضي لانتقادات شديدة بسبب تعاملها مع الحطام الفضائي بعد أن أطلقت وحدة أخرى على صاروخ مماثل، غرقت بقاياها في المحيط الهندي بالقرب من جزر المالديف بعد 10 أيام من الإطلاق.
وقالت وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" حينها إن الصين فشلت في "الاستجابة للمعايير المتعارف عليها دوليا في المجال". وردت الأخيرة على الانتقادات بإلقاء اللوم على واشنطن في "إذكاء المخاوف" بشأن إعادة دخول الصواريخ واتهمت العلماء الأميركيين ووكالة ناسا "بالعمل ضدها".
الصاروخ الصيني 2022 .. احتمالات خطر منخفضة
بفضل حقيقة ان المحيطات تغطي المساحة الاعظم من سطح الأرض، فإن احتمالات سقوط حطام الصواريخ على الأشخاص أو الممتلكات منخفضة. لكن الباحثين يرون انه يظل هناك احتمال بنسبة 10 في المائة أن تقع واحدة أو أكثر من الضحايا في السنوات العشر المقبلة.
وفي حالة الصاروخ التائه العام الماضي، فقد كان حطامه يدور حول الأرض مرة كل 90 دقيقة. ولو عاد الصاروخ إلى الغلاف الجوي فوق منطقة مأهولة بالسكان، لكانت النتيجة مماثلة لتحطم طائرة صغيرة منتشرة على مسافة 100 ميل.
والنفايات الفضائية مثل الأقمار الصناعية القديمة تدخل الغلاف الجوي للأرض بشكل دوري، على الرغم من أن معظمها يمر دون أن يلاحظه أحد لأنه يحترق قبل وقت طويل من ارتطامه بالأرض.
لكن الحطام الفضائي الأكبر، مثل المركبات الفضائية وأجزاء الصواريخ، يشكل خطرًا "ولو ضئيلا" على البشر والبنى التحتية على الأرض.
برنامج فضائي طموح
مليارات من الدولارات أنفقتها الصين على رحلات الفضاء والاستكشاف في الوقت الذي تسعى فيه إلى بناء برنامج يعكس مكانتها كقوة عالمية صاعدة.
ومن المتوقع أن تظل محطة تيانجونج، بمجرد اكتمالها، في مدار منخفض على ارتفاع 400 إلى 450 كيلومترا فوق الأرض لمدة 10 سنوات على الأقل.
تخطط الصين أيضا لإطلاق تلسكوب فضائي العام المقبل بمجال رؤية 350 مرة أكبر من تلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا).
التلسكوب سيتم وضعه في المدار نفسه لمحطة تيانجونج، ما يسمح للمحطة بالالتحام معه للتزود بالوقود والخدمة عند الحاجة.
وفي العقدين الماضيين، حقق برنامج الفضاء الصيني نجاحا سريعا بما يشمل إطلاق أول رواد فضاء صينيين، والهبوط التاريخي لأول مرة على الجانب المظلم من القمر، وإرسال مركبة جوالة إلى سطح المريخ.