نوابنا يتكللون بأكاليل الغار يوميا، ومعهم النواب الذين أطلقوا على أنفسهم صفة المعتدلين المعارضين الخجولين وهؤلاء لا يتجاوز عددهم عشرة نواب او أحد عشر. أما نوابنا التغييريين وهم جل أعضاء مجلس النواب الذين يفتخرون بإنجازات مجلسهم التي لم تغير في واقع المجتمع الأردني قيد أنملة ولم تستخدم إبرة الحياة للاقتصاد الأردني الذي بات في غيبوبة اللاعودة.
والأيام الأردنية عامرة بنوعية الأحداث المغذّية للسوداوية والتشاؤم والذهاب الى المجهول وتآمر هذا المجلس وأعضائه مع الحكومة
النواب الذين اتُفِق على تسميتهم "المعارضين الخجولين"، وهم أقلية ساحقة موضوعون تحت مجهر إعلام السلطة السياسية، الذي لا يتوقف عن تسخيفهم، والحطّ من شأنهم، والسخرية من قدراتهم.
وبعد اختطاف الدولة من التيار الثالث الذي لا يعلم أعضاء هذا التيار الا الله ومن يساعدهم على خطف الدولة ومؤسساتها والرحيل بها الى العدم المجهول، اتى النقد من النواب الخجولين بالهمز واللمز والاشارة الى الخاطفين الذين لا يقوى عل مصارعتهم أحد والدولة المختطفة يتضور ابناؤها جوعا ويعيشون حالة اللاوعي من التذمر وحالة الوجوه المكتئبة.
وتأتي التفسيرات، لتبرّر أحياناً أفعالا خارجة عن إرادة الشعب لتبرر تصرفاتهم بأنها تحمل جزءا من المنطق السياسي (حكم القوي على الضعيف)
المملكة الهاشمية
من علي الشهابي الى خطأ الترجمة في منظومة التحديث الاقتصادي وحتى ديفيد سنجر الذي قال وكتب بالخط العريض أن الطريق بات ممهدا الى المملكة الهاشمية الفلسطينية ولغى وجود الشعب الأردني وان هناك دولة اسمها الأردن ووضح جليا ان هذا المخطط الذي تمت مناقشته بزيارة ولي العهد السعودي وزيارة رئيس دولة الكيان الصهيوني ورئيس وزرائها مؤخرا كل تلك المؤشرات والتصريحات عن الأردن الجديد وصمت خيم على الرسمي الأردني والإعلام الحكومي.
وإذا توفرت النيات الخبيثة، واستجاب النواب للتيار الثالث ولنداء البرنامج الواحد والكيان الواحد، لن يغرفوا من "تراثهم" إلا النماذج المعادية لثوريتهم وحرّيتهم. أمامهم تكتلات ناجحة بقيت في السلطة، في مجلس الشعب وفي الدولة العميقة، وفي غيرها من مؤسسات رسمية. وتختلف درجات انضباطها باختلاف صلابة تماسك حزبها القائد، وتبعية نوابه لزعيمه
نواب اليمين وهم السواد الأعظم، تدرّبوا، ودرسوا، وحفظوا، كلامهم هو الأشدّ تماسكاً من بين كل النواب الآخرين
إذا بحثَ نواب التغيير عن "تجربةٍ" ناجحة في ممارسة الشأن النيابي، لن يجدوا غير هذه النماذج. أو ما يشبهها من نماذج "تقدّمية ثورية" سابقة عليها، برئيسها الخالد وبرنامجها المطحون بالمؤتمرات والانشقاقات وآلاف الصفحات من التنْظير.
النواب الذين ينتخبهم المواطنون، ممثّلين عنهم، عن "الأمة" هم "ملكية “الحكومة. من حقها أن تتصرّف بهم كما تشاء
والمعنى من ذلك كله أن النواب الذين ينتخبهم المواطنون، بوصفهم ممثّلين عنهم، عن "الأمة"، هم في الواقع للحكومة، بل أكثر من ذلك: أولئك النواب هم "ملكية" الحكومة التي استمالت قلوبهم الى جانبها من حقها أن تتصرّف بهم كما تشاء. والجميل لهؤلاء النواب هو في درجة انصهارها وانضباطها وأدلجتها، وطبعاً عيارات انتصاراتها الثقيلة لصالح الحكومة ضد الشعب.
شكرا نوابنا ،