زاد الاردن الاخباري -
رغم بشاعة جريمة الممرضة التي اقدمت على تصوير جثة طالبة جامعة المنصورة نيرة أشرف داخل مشرحة المستشفى عقب مقتلها، وثم تسريب الفيديو عبر مواقع التواصل، الا ان العقوبة في القانون المصري لهذا الفعل المستنكر بسيطة حد "التفاهة".
"انتهاك حرمة الموتى"، هذا هو المسمى والتكييف القانوني للجريمة التي تبين ان مرتكبها كان ممرضة تعمل في مستشفى المنصورة العام القديم، وهي حاليا رهن الاعتقال والتحقيق لدى الشرطة.
دوافع الممرضة من وراء تصوير الفيديو لا تزال مجهولة، وان كان يمكن التكهن ببعضها، ومنها الفضول والتطفل، أو ربما التعاطف والرغبة في اطلاع العامة على مدى بشاعة ما تعرضت له نيرة أشرف على يد زميلها الطالب محمد عادل، أمام بوابة جامعة المنصورة، أثناء توجهها لأداء امتحانات آخر العام،.في حزيران/يونيو الماضي.
ويعد المقطع (الذي تعتذر البوابة عن اعادة نشره) انتهاكا صارخا لحرمة الموتى، إذ ركّز على أجزاء متفرفة من جسد نيرة أشرف في أماكن الطعن والذبح والتشويه الذي تعرضت له على يد الجاني.
نيرة أشرف لم تعد لها "حياة خاصة"
بحسب أستاذ القانون الجنائي أحمد أبو خطوة، فإن قانون العقوبات المصري يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على سنة كل من "استرق السمع أو سجل أو نقل عن طريق جهاز من الأجهزة أياً كان نوعه محادثات جرت في مكان خاص أو عن طريق التليفون، أو التقط أو نقل بجهاز من الأجهزة أياً كان نوعه صورة شخص في مكان خاص".
وأضاف أبو خطوة في تصريحات لصحيفة "أخبار اليوم" ان هذه العقوبة المنصوص عليها في لمادة 309 في قانون العقوبات تخص "كل من اعتدى على حرمة الحياة الخاصة للمواطن".
لكنه يستدرك انه في حالة نيرة أشرف "فإن من تم تصويرها متوفاة، فلا ينطبق عليها هذا النص لأن -الحياة الخاصة للمواطن- تعنى أنه على قيد الحياة".
وتابع أبو خطوة انه بالتالي لا يمكن الحديث عن انتهاك حرمة الحياة الخاصة، لأنها توفيت وليس لها شخصية قانونية، وكلمة حياة تتعلق بأن الشخص حي، وهذا يعنى أن هذه جريمة انتهاك حرمة الموتى.
ولفت الى ان "تصوير جثة المتوفي جريمة موجودة في القانون، ولكن عقوبتها بسيطة، تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر".
فيديو نيرة أشرف في المشرحة و"سعار السوشيال ميديا"
وقال الخبير القانوني ان ما حصل في حالة نيرة أشرف هو "مثل نبش القبور واستخراج الجثة مثلما يحدث لطلبة كليات الطب، وتدخل في التمثيل بالجثة وانتهاك حرمة الجثة"، مؤكدا أن هذا له ضرر كبير جدا وايذاء نفسي لأهل المجنى عليه.
واعرب عن استيائه مما جرى في حالة نيرة أِشرف قائلا أنه "حتى الموتى لم تسلم من تريندات وسعار السوشيال ميديا".
الى ذلك، فقد اشارت صحيفة "أخبار اليوم" الى ان دار الإفتاء كانت ردت على تساؤل حول تصوير الموتى بعد الوفاة، إذ قالت إن الوفاة هي انقطاع الحياة، وحينما تنقطع تظل للجسد حرمة لا يجوز الاعتداء عليها.
وأوضح محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء أن شكل الإنسان قد يتغير بعد الوفاة، وقد تظهر على ملامحه آثار لا يجوز الكشف عنها .
وشدد على أنه لا يجوز تصوير المتوفي حفاظا على تكريمه لكونه إنسانا مستدلا بالآية الكريمة: « َلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا».