زاد الاردن الاخباري -
كتب: د. رحيل غرايبة - الأسرة لدينا هي الحصن الحصين للطفل... التي تتكفل بتربيته وتعليمه وتهذيبه وتنشئته واكسابه منظومة القيم النبيلة بحب فطري وحنان طبيعي غير متكلف وحرص أبوي عميق ولطف امومة ليس له مثيل .. وليس هناك قوة في الارض تستطيع تعويض الطفل عن حنان أمه وأبيه ..ولذلك لا يمكن صيانة حقوق الطفل وحفظ كرامته على الوجه الامثل كما تصونها وتحفظها الأسرة ...
ان الذين يسعون الى تفكيك الأسرة أو الطعن في قدسية الرابط العقدي بين الزوج والزوجة ، أو البحث عن تسهيل العلاقات غير المشروعة بين الجنسين وإقامة الكيانات البديلة أو شرعنة ما يناقض فطرة الله التي فطر الناس عليها ..يكذبون ويخادعون انفسهم ومجتمعهم في هذه المسألة قطعا مهما كان التظاهر بتنميق الكلمات واستبدال المصطلحات ... ليس هناك مجتمع غربي أو شرقي يرقى الى مستوى البناء الاسري لدينا ..وليس هناك ما يماثل تماسك الاسرة كماهو لدينا ..وليس هناك مجتمع على وجه الارض يقدم ما تقدمه الأسر والمجتمعات العربية والاسلامية لأطفالها وأبنائها من حنان وعطف وخدمة وحرص ..
نحن يا جماعة الخير نؤثر أبناءنا على أنفسنا في كل شيء.. يبيع الأب أملاكه وكل ما بحوزته من أجل تعليم إبنه في أفضل الجامعات .. ويفني عمره في رعاية أبنائه ويقطع اللقمة عن فمه ليضعها في فم إبنه او إبنته..والأم حتى لو كانت أرملة تفني عمرها وثمرة شبابها وتحرم نفسها من الراحة والأكل واللباس من أجل أن ترى ابناءها سعداء .. وأن لا تقل فرصتهم في التعليم والعيش عن فرص أقرانهم ..
الأسرة لدينا لا تطرد الإبن أو البنت عندما يصل الى سن الثامنة عشرة ...بل يبقى في رعايته حتى بعد الزواج .. ويبقى همهم في رقبته الى الممات ..
يجب عدم القياس على بعض الحالات الشاذة التي لا تمثل ظاهرة وإن كانت تستحق العلاج ..
واذا أردنا أن نظهر الحرص عل حقوق الطفل ينبغي أن يظهر هذا القصد من خلال الحرص على بناء الاسرة واستقرارها والإبتعاد عن كل ما يزعزع الأسرة وأركانها وأسسهها وقدسيتها وإدامة الحب والرحمة والمودة والإحترام والتعاون بين الزوجين ...ويجب الابتعاد عن كل ما يفسد الأسرة..ويجب الضرب بيد من حديد على يد كل من يسعى الى تفكك الاسرة وزعزعة استقراها وهدم منظومة القيم لدى الأجيال ..وكل من يسعي الى اشاعة ونشر تقليد المجتمعات المتفككة والمضروبة التي تشيع فيها الفاحشة وتصادم نواميس الكون ...