الشباب، لمن يقرأ واقع الحال ويقف على تفاصيل المرحلة بايجابياتها وسلبياتها يصل لقناعة أنهم ثروة يجب وضعها تحت مجهر الاهتمام وتوفير كل ما يلزم لتمكينهم ومنحهم الأهمية الكبرى، بل الأهمية في أقصى درجاتها، فهم بناة المستقبل والغد كما يصفهم جلالة الملك عبدالله الثاني دوما، وفي منحهم الاهتمام اللازم ضمان لبناء متين للمستقبل وفي توجيههم نحو الدروب الصحيحة ضمانات حقيقية بأن القادم ثريّ بالمنجزات.
جلالة الملك خاطب الشباب في كثير من المناسبات والمحافل، وحرص جلالته على اصطحابهم بالكثير من الفعاليات وشاركهم الكثير من اللقاءات، وقال في احدى مخاطباته لهم (اعلموا أن مستقبل الوطن بين أيديكم وأنكم من ابرز صناعه، وأنتم نعم من يحمل هذه المسؤولية، وامضوا في مسيرة البناء والتحديث والازدهار، فالأردن كل الأردن من خلفكم يعضدكم في كل خطوة من خطواتكم)، الأردن كله مع الشباب ويعضدهم في كل خطوة، هي حالة نموذجية للتعامل معهم ووصف حالهم وواقعهم في الأردن، واهتمام ملكي يعدّ نهج عمل لمنح الشباب الاهتمام الذي يجعل منهم بصورة عملية بناة مستقبل وشركاء حقيقيين في مسيرة بناء الوطن وتحديثه وازدهاره.
اليوم، حيث يشارك الأردن العالم الاحتفال بمناسبة اليوم الدولي للشباب، يمكننا قراءة واقع الشباب بمتابعة شخصية من جلالة الملك ما تتمتع به هذه الفئة من اهتمام كبير في مختلف القضايا، وعلى كافة الأصعدة، وبرز ذلك مؤخرا بشكل كبير ضمن منظومة الاصلاح التي تنتهجها المملكة وتحديدا السياسي منها حيث حملت التشريعات الاصلاحية الكثير من المضامين التي أنصفت الشباب ووصفها مراقبون أنها صديقة لهم، إذ تضمنت نصوصا تجعل من الحضور الشبابي حزبيا وانتخابيا ومستقبلا نيابيا وحكوميا مؤكدا.
جلالة الملك وضع محددات هامة وجوهرية لجعل الحضور الشبابي مؤكدا في كافة القطاعات، ودعمهم، اضافة لما يوليه ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني من اهتمام كبير لهم، مترجما توجيهات جلالة الملك بهذا الشأن، فضلا عن نشاطات سموه المحلية والاقليمية والدولية التي تعكس الصورة النموذجية للشباب الأردني وتجعلنا جميعا نفخر بالأمير الشاب لكل ما يقوم به على كافة الأصعدة.
وزارة الشباب ترجمة لتوجيهات جلالة الملك وضعت أيضا خططا هامة للاهتمام بالأسرة الشبابية الأردنية، على صعد متعددة، لتوفّر كل ما يلزم لجعلها فئة فاعلة ومشاركة في التنمية الوطنية، وتمكينها لجعلها جزءا عمليا مستقبلا في مسيرة الإصلاح وكذلك في التنمية، من خلال برامج عملية واقعية تلامس عقل الشباب وفكرهم ومتطلباتهم ثقافيا وسياسيا ورياضيا واقتصاديا وغير ذلك من الأدوات التي تجعل من الشباب عنصر بناء.
هذا العام يحتفل العالم في اليوم العالمي للشباب تحت شعار «تضامن الاجيال»، فيما وضعت وزارة الشباب عنوانا فرعيا يتناول «قيادة الشباب في العمل المناخي»، وفقا لتصريحات وزير الشباب «محمد سلامه» فارس النابلسي، حيث لم يعد موضوع البيئة موضوعا ترفيا بعدما أدرك العالم عواقب أي إضرار بالبيئة، حيث وضعت الوزارة لهذه الغاية برامج توعوية حوارية وتنفيذ اعمال تطوعية في كافة مراكز الشباب والشابات المنتشرة في كافة ارجاء المملكة، ودعم وتوطين مختلف المبادرات الشبابية في مجال البيئة.
وإذا ما قلبنا رزنامة هذا اليوم والاحتفالات التي ترافقه، نرى بوضوح ما تقوم به وزارة الشباب على مدار أيام السنة من وضع الخطط والبرامج الهادفة الى تمكين الشباب وتلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم، الى جانب توفير البنى التحتية من مرافق شبابية ورياضية نسعى دوما ان تكون مساحات آمنة وداعمة للشباب، ناهيك عن الدور الرائد الذي توليه الوزارة في المنطقة والاقليم من خلال اعمالها مع الامانة الفنية في الجامعة العربية ومجلس وزراء الشباب والرياضة العرب ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتمنح الشباب المتميز كذلك أهمية.