لم يكن الانتماء لجمعية (الفاشلون المتحدون) الأمريكية سهلا حيث عليك أن تثبت للجميع بأنك فاشل تماما في كل شيء تقريبا: فاشل في المدرسة وفي الزواج وفي العمل وفي مجمل العلاقات الاجتماعية. جميع هذه الأمور كانت تخضع لتقييمات صارمة ودائمة ليسمحوا لك بالاحتفاظ بهذه العضوية القيمة.
رئيس الجمعية ألف ونشر كتابا بعنوان (كيف تصبح فاشلا بجدارة) وقد نجح الكتاب نجاحا باهرا، تلقّفه الناس بلهفة وصار حديث وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، لذلك فقد تقرر طرده من الجمعية بتهمة النجاح!
تخيل: أن تطرد بتهمة النجاح.
وربما تقوم باستئناف القرار لتثبت للقضاة بأن التهمة باطلة تماما وبأنك ما تزال فاشلا، وربما تستعطف القضاة وهيئة المحكمة بأن يضعوا العدالة نصب أعينهم ويحكموا عليك بالفشل.
وتخيل أن فكرة هذه الجمعية كبرت وتعملقت حتى تغير اسمها إلى (الدول الفاشلة المتحدة) التي تسعى الكثير من الدول إلى الانضمام اليها، وصارت هذه الدول ذات ثقل في العالم.
تخيلوا أن الدولة التي تنجح في شيء ما-ولو كان بسيطا-سوف تتعرض للطرد من جمعية الدول الفاشلة.
وتلولحي يا دالية