لم يعد الحديث عن انتشار المخدرات والحرب عليها ومواجهتها موضوعا عاديا يمكن التعامل معه على أنه حديث عن آفة تواجه بأدوات تقليدية أو أفكار عادية ونمطية، إنما هو حديث عن حرب حقيقية لا تحتمل مواجهتها الإنتظار أو التأجيل، أو اغماض عين الاهتمام واليقظة عنها، وهو ما تقوم به الأجهزة الأمنية بشكل عملي على مدى سنوات، لتزداد هذه الفترة بشكل لا يمكن المرور عنه مرورا سريعا.
الجهود التي تبذل من قبل القوى الأمنية من قبل مديرية الأمن العام وإدارة مكافحة المخدرات تحديدا وكافة الأجهزة الأمنية والعسكرية في الحرب على المخدرات أقل ما يمكن أو توصف به أنها جهود عملاقة وعبقرية، وتأخذ هذه الحرب لمكان الانتصارات المتتالية بهمّة وعزيمة وتضحيات نشامى الجهات الأمنية والعسكرية، سيما وقد أعلنت مديرية الأمن العام على لسان الناطق الاعلامي «ان ادارة مكافحة المخدرات ومن خلال مرحلة عملياتية جديدة تواصل التحقيق وعمليات المداهمة والقبض على تجار ومروجي المواد المخدرة، فيما تمكنت خلال الأيام القليلة الماضية من التعامل مع عدد من تلك القضايا النوعية والتي ما زالت قيد التحقيق وسيعلن عنها تباعا ووفق مجريات التحقيق».
وبالأمس، باشرت مديرية الأمن العام، تنفيذ عمليات نوعية في المناطق الشمالية الشرقية للمملكة، إذ توجد قوة أمنية عالية الجاهزية في مناطق البادية الشمالية الشرقية لتنفيذ عمليات بحث وتفتيش ومداهمات، للقبض على تجار المخدرات ومروجيها، والخارجين عن القانون، وشارك في تنفيذ العملية قوات الدرك، وقيادة شرطة البادية الملكية، وإدارة مكافحة المخدرات، بالتعاون مع المديريات والإدارات الأمنية المختصة، هي حرب على المخدرات بصورة تجعل من كافة تجارها في مواجهة حقيقية مع منظومة أمنية توقف جرائمهم وتأدها قبل أن تصل لأي فرد من أفراد المجتمع، مواجهة تحمي أبناء المجتمع من أن يصبحوا ضحايا لمن يسعون لنشر هذه الآفة وتقييدهم بأضرارها.
تنفذ ادارة مكافحة المخدرات حملات مكثفة على مروجي المواد المخدرة في مختلف مناطق المملكة وضبطت عددا منهم وكميات متفرقة من المواد المخدرة، وما تزال مستمرة في حربها التي نقف لها تقديرا وامتنانا ففي كل مداهمة تحمي مئات الشباب، وتمنع آلالاف من الوقوع في براثن هذه الآفة، في كلّ مداهمة وكل حالة ضبط للمخدرات تبني أيادي نشامى الوطن في ادارة مكافحة المخدرات سياجا يحمي أبناءنا ويقيهم من ويلات «حبّة» أو «جرعة» قد تودي بحياتهم، في كل خطوة بهذا الاتجاه تمنحنا اجهزتنا الأمنية أمنا وسلاما على أنفسنا وعلى أبنائنا. في هذه الحرب على المخدرات التي باتت اليوم خطرا يهدد مئات الدول والمجتمعات، يقف الأردن بأجهزته الأمنية والعسكرية مواجها محاربا، بأفكار جديدة وبشجاعة ومثابرة ليس لهما مثيل، يقف الأردن بجيشه وقوات الأمن والحكومة أمام حرب مفتوحة بعيدة عن أي مساحات انتظار أو تأجيل، لمنع تجارة الموت من التسلل لمجتمعنا ومنعها بكل ما أوتيت هذه الأجهزة من عظمة أداء ونُبل رسالة بصورة لا مجال بها سوى لحماية الوطن والمواطنين من السقوط في براثن المخدرات.
وفي خطط الأجهزة الأمنية وكذلك العسكرية في حربهم على المخدرات، أن تكون الحرب بيد حديدية، فهي تصنّف اليوم عدوا يجب مواجهته، كونها باتت وسيلة من وسائل الحرب على الدول، تتطلب استراتيجية واضحة للمواجهة وأجهزتنا الأمنية لها.. بحرفيّة المعنى، حمى الله نشامى الأجهزة الأمنية والعسكرية وكافة الجهات التي تساهم في حرب الانتصار بها مؤكدا «بهمّتهم».